الشحاذ

تامر الهلالي| مصر

 

شنق رجل نفسه الليلة أيضا
في " فندق النجوم"
بجوار مبنى التليفزيون في وسط المدينة
كان بعض العمال أبلغوا عن صوت غريب
في غرفته
لم يهتم أحد حتى تحول الصوت الغريب
لرائحة غريبة
و في التحقيقات
قالت زوجته أنه يحب العزلة أحيانا
يبيت يومين ثم يعود
و قال أصدقاؤه أنهم كانوا يرونه يوميا
و لم يبد عليه شيء غريب
كعادته كان يضع الألم
في قطع الحشيش الصغيرة
و يذيبها تماما
حتى يدخن هذا الخليط و يضحك
و يضحك و يضحك
حتى تسيل دموعه

و يقول الشحاذ
 الذي كان يجلس على الرصيف أسفل الفندق
إنه أصبح لم يعد يفرق
بين الدموع
وأجهزة تبريد الهواء
فقرر ألا يعير الأمر انتباها
و انشغل مجددا
بحبل صغير يشذبه بموسي
التقطهما من فوق
الرصيف المبلل بالدموع
أو بمياه أجهزة تبريد الهواء

تعليق عبر الفيس بوك