عام آخـــــــر

علي أزحاف | المغرب

 

سيمضي عام آخر
كما تمضي أسراب المعزين
في جنازة ميت ويرحلون
ستهب ريح جديدة
من نفس الجهة الأولى
تحرك أطراف ستائر النافذة
كي لا أستيقظ وحيدا كما العادة
وكما العادة سأستيقظ وحيدا
ثم أغلق النافذة على قلبي
أفتح بابا آخر نحو المجهول
أتذكر تفاصيل قصص العابرين
فأنا وحيد هنا منذ قرون
لا أملك سوى وجها واحدا للذاكرة
وكثيرا من الحكايات الحزينة
سيأتي ربما صديق من لجة القبر
يدق باب بيتي و يتفقدني
أو تأتي امرأة من وراء حجب الغياب
تستحضر في كأسي بعض القبلات
لأسكر بعطرها المسكوب فوق فراغ الوسادة
أحلم أنها يوما كانت تنتظرني
أو أفتح صفحة في رواية كنت أنهيتها
أطمئن على البطل في معركته الأخيرة
أحمله جريحا إلى سرير حبيبته..
ثم أعود إلى أصقاع قصيدة باردة
أتدثر بوشاح المجاز و الإستعارة
أنسج من الغياب ضفيرة طفلة
أضاعتها أمها في غياهب الحروب..
ألقي ظلالا شاحبة على اسوار المدينة
حين يتعب مني الليل أو يُتعبني
أعود كما كنت دائما إلى عقارب الساعة
أضيع بين دهاليز مواعيد مؤجلة
أكتب حكاية أخرى للقانطين من رحمة الله
الذين حين تشرق الشمس
ينصرفون فرادى إلى أحوالهم
دون نظرة أخيرة إلى الوراء
أزرع الطريق أشجار غربة عالية
أتنبأ بنهايات مختلفة لهذا العالم
أضع نقطة آخر سطر الحكاية
أمحو كل ما سطرته أساطير الحب
في كتب الملاحم و الأشعار القديمة..

تعليق عبر الفيس بوك