المجـد للشعـب

د. ريم سليمان الخش | باريس

 

قالت: إليّ أنا للضوء متكئُ
الروح لا الشكلُ بالأنوار تمتلئُ
//
لم يبقَ منك سوى وهم وأخيلةٍ
عنك الوجود بطعم الضوء منكفئُ
//
العيشُ ما لعيش إسقاطٌ نؤطره
ومبلغ الفكر لو في خلده يطأ !!
//
لم يبق حولك قنديلٌ لتشعله
ومعبد الخوف في سردابه صدئُ
//
مأساة وقتك وجهٌ لاانتماء له!
مهمشُ الشكل في الظلماء مهترئُ
//
في دفتر الروح ملحُ البائسين على
مخارج الحرف في اللاءاتِ يختبئُ
//
تصاهرُ الشكَ ..شكٌ في هويتنا
شكٌ بحاضرنا ..شكٌ ولا بُرأ
//
يدُ الغواية في التضليل بارعة
على الجهالة والإفقار تتكئُ
//
لا أفقَ يبزغُ من أعماق هاوية
إذا رماك لهذي: الجوعُ والظمأ
//
المخرجُ الآن طوفانٌ يُطهرنا
وينزعُ المُلك ممن منك قد هزأوا
//
لاحدَ للقمع إنْ ماتت ضمائرهم
لاخيرَ ترقبُ آلامٌ بها نكأوا !!
//
هل صدقَ العجزُ أن ضلّت محافلنا
هل آنسَ الصحْبُ ليلَ الذُل فانطفأوا
//
حشدُ الصعاليك قد لاحت معالمه
وعروة القلب بالثوار ممتلئُ
//
أحتاجك اليوم سيلا من توجعه
سيشرب النخل والأطيار والملأُ
//
اليوم تُحرقُ أوثانا لنا هتكت
وتُنزعُ الحُجْبُ عن ربٍ* به اختبأوا !!
//
كلّ العراة هنا في بؤسهم لبسوا
أوجاع سنبلة قد خانها الكلأُ
//
القمحُ والنفطُ والأموال يحصدها
سيف البغاة وهم من جوعهم بَرِؤا
//
لو أنّ جذوة هذا القلب تحرقهم
وتهدم العرش لا يطغى ويجْترئُ!!
//
جدي الحسين وفي قلبي له وطنٌ
كي أرفض الذلّ إن في غيّهم لطأوا
//
هنا الحسين هنا رأسٌ بلا جسدٍ
هنا المروءة عنوانٌ ومتكئُ
//
هنا الحسين بحبِّ الحق يشحذنا
شحذ الكرامة أنْ لا يُحتذى الخطأُ
//
هنا الحسين قُبيل الموت علمنا
أنْ للحياة بُعيد البعثِ مبتدأُ
//
هنا الحسين دروسٌ لستُ أتركها
حتى يُبلغَ قهر الظالم النبأُ !!
//
هنا الحسين كإنسانٍ بلا شيعٍ
يطبب الجرح يُسقى حبّه الملأُ
//
المجدُ للحرّ يأبى أن يعيش سُدى
فيشهر السيف إنْ ضلوا وإن دنأوا
//
المجد للحرّ يسقي أهله جسدا
مقدس النزف مهراقا به امتلأوا
//
رتلّ كتابك فالعقبى لمن صبروا
والأرض يعمرها جندٌ له لجأوا
//
ضيّعتُ وجهيَ لكن قد أراه بهم
هذا الشتاء إلى السودان يلتجئُ
//
لاوقت للخوف لانارٌ بلا سببٍ
النار أطهرُ مايأتي به النبأ
//
قلقُ الضمير له بالجرح منعطفٌ
أنْ كيفَ يقتل أصواتي وأنكفئُ ؟!
*
قالت تُحبك ياسودان شعلتنا
مقدس النور تضوي حينَ تنطفئُ !!
//
أنْ ليسَ إلاك رمز الكادحين وما
يهندس الوقت إلا قلبَ من ندأوا
//
قالت أحبك حجم الحزن في وطني
مصلّب الجذعِ يعلو فكره الصدأ
//
الوهن والجوع والإذلالُ مرتعه
والقهر والبغي والإفساد والوجأ
//
فينا أقاموا لربّ القهر مملكة
ذلّ القلوب فما عاشوا ولا هنأوا !!
//
حدوده العار مرسومٌ على جسدي
ويرتدي الصمت مهزوما وينخسئُ
//
بلفور طعنة هذا القلب مقتله
المجد للشعب حيث الصحو يبتدئُ
//
هل صدقَ الناس أنّ الليل منسدلٌ ؟؟
حتى القيامة في أوكاره اختبأوا !!
//
لأن شعبيَ مجبولٌ بطيبته
عنه الظلامُ بحول الله منكفئُ

تعليق عبر الفيس بوك