العظائم زهرةُ الإنصافِ


د. صالح الفهدي | سلطنة عمان

رفعوا السَّخيفَ لمنزِلِ الأَشرافِ
واستقبلوهُ كخيرةِ الأَضيافِ!
//
ورَجَوْهُ ملتمسينَ أنْ يُسدي الورى
مِنْ تابعيهِ، لأكرمِ الأَهدافِ!
//
لم يحفلوا أَنَّ الذي أَسِنَتْ بِهِ
أَطْبَاعُهُ؛ يَقْتَاتُ بالإِرْجَافِ!!
//
لا شيءَ يَنْضَحُهُ سوى أَخْبَاثِهِ
هَيْهَاتَ مِنْ سِرٍّ لأَرْعَنَ خَافِ!
//
وجَدَ الوضيعُ كرامةً ليستْ له
فَغَرَ الفمَ المأفونَ باستخفافِ
//
وافْتَرَّ مَبْسَمُهُ لِفَرْطِ مَعَزَّةٍ
هُرِقَتْ لِوَجْهِ مغفِّلٍ،سَفْسَافِ!!
//
يا أُمَّةً عَطَفَتْ على جُهَّالِها
بالمالِ، والإِحْسَانِ، والأَلْطَافِ!
//
تركتْ وراءَ ظهورِها أَعْيَانَها
ورموزَها؛ كالدُّرِّ في الأَصدافِ!
//
مكنونةً لَمْ تَلْقَ كَفًّا مُحْسِنًا
يحنو عليها بالنَّوالِ الوافي
//
شتَّانَ بينَ غمائمٍ هطَّالةٍ
فَاضَتْ سَوانِحُها على الأَعطافِ
//
أَوْ بينَ جَدْبٍ قد أَصَابَ خَمِيْلَةً
أَضْحَتْ تَئِنُّ بِمَحْلِهِ المِتْلافِ!
//
لا يرتقي وطنٌ إلى غاياتِهِ
أوْ يُبْتَنى صَرْحٌ بغيرِ عَفافِ
//
والعُرْفُ في نهجِ الحضارةِ شاهدٌ
أنَّ العظائمَ زهرةُ الإنصافِ
//
لا تُبْتَنَى أُمَمٌ بغيرِ رجالِها
مِنْ أَوجَهِ العلماءِ والأَشرافِ
//
أمَّا التي قد أَوْكَلَتْ بُنيانَها
لذوي الخَنَا والجَهْلِ والإِسْرافِ؛
//
فمصيرُها في الدَّهرِ عِنْدَ نُكُوصِها
عن زهوةِ العلياءِ ليسَ بخافِ!

 

تعليق عبر الفيس بوك