باحثون عن عمل في تويتر

 

خلفان العاصمي

 

واكبت ثورة وسائل الاتصال والتواصل الحديثة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة الكثير من التقنيات المعززة لها والمُتصلة بعملها ومن أهمها تقنية الرصد والتحليل لما يتم تداوله من مواضيع تخص المؤسسات المختلفة سواء حكومية أو خاصة أو حتى أفراد ومع الإيمان العميق بأهمية الإعلام الحديث بمختلف وسائله من منصات وتطبيقات ومواقع وغيرها، ودوره المهم في صناعة التأثير على الرأي العام وحشده وتوجيهه ينبغي عدم الاستهانة بما يطرح فيه من مواضيع ذات علاقة بالنفع العام أو القضايا التي تمس شرائح معينة من أفراد المجتمع حيث يؤكد المختصون في علم وسائل الاتصال الحديث أنَّ ما يهم شريحة أو فئة مُحددة من المجتمع يجد انتشارا أكثر من المواضيع ذات البعد العام، لذا فإنَّ عمليتي الرصد والتحليل تعدان من العمليات التي ينبغي على جميع المؤسسات خاصة تلك المرتبطة بشكل مباشر بحياة الناس أن تعمل بها لتتعرف على ما يُكتب ويُنشر عنها سواء بالإيجاب أو السلب ومن ثم توجيه سياسة عملها بما يُحقق الرضا للمستفيدين من خدماتها في حدود صلاحياتها ووفق الإمكانيات المتوفرة لديها وبمبدأ الشفافية والوضوح الذي يقنع المستفيدين من خدماتها.

بعض دول العالم ترى أن ما يُتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة المواضيع التنموية مؤشر قوي للرأي العام فتأخذه بعين الاعتبار سواء من خلال دراسته وتحليله بشكل علمي ووفق أدوات ناجعة ومن ثم الوصول إلى حقيقة ما يُتداول أو استخدام وسائل قياس رأي عام أخرى للتأكد من ذلك.

الكثير من المواضيع والقضايا المحلية تتصدر وسومها قائمة الترند على مستوى السلطنة وبعضها يظل متصدرا لفترات طويلة وبتسلسل تصاعدي بغية أن يتم الحراك حول مضمونه والتفاعل معه من قبل الجهات المعنية، وكلنا يتذكر أمثلة لهذه الوسوم التي تصدرت المشهد المحلي وانتقل الحديث حولها من منصات التواصل الاجتماعي الافتراضية إلى المجالس الواقعية ولعل الأبرز موضوع الباحثين عن عمل الذي هدأ قليلاً بعد أن تم الإعلان عن توفير خمس وعشرين ألف فرصة عمل.

اليوم يعود الوسم من جديد ويتصدر القائمة منذ طرحه ومعظم من يُغرد فيه هم الباحثون عن فرص للعمل ومن يساندهم في ذلك ومن ضمن ما يطرح فيه من مطالب هو الاستماع إليهم وأن ترد عليهم الجهات المعنية.

ليس من الخطأ أن تظهر الجهة التي ترى أنها معنية بهذا الموضوع وتتحاور مع هؤلاء الشباب وتستمع إليهم عبر ذات المنصة وتقدم لهم الرؤية الواضحة حول التعامل مع هذا الموضوع من قبلها أو من قبل الجهات الأخرى ذات العلاقة فمن المهم أن تكون هناك لغة حوار مقنعة بين الطرفين مع الأخذ بالمقترحات والحلول المطروحة ضمن تغريدات الوسم وبحث إمكانية تطبيقها ولو وفق خطة زمنية محددة وواضحة لدى الجميع لأنَّ السكوت من الطرف الآخر لن يكون هو الحل أبداً بل يراه البعض هروبا وتجاهلا للحجم الحقيقي للموضوع.

الجيل الحالي وخاصة من هم أطراف في موضوع الباحثين عن عمل لا يعترفون بالخطب الفضفاضة والأرقام الرنانة غير الواضحة بل يعتبرونها مسكناً قد ينتهي مفعوله عند كل لحظة ألم فهم يميلون إلى الحوار الواضح الشفاف المُقنع المشفوع بالحقائق الملموسة.

دعوة أخيرة أن نتعامل بشيء من الجدية مع ما يطرح في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة إذا تحولت هذه المواضيع إلى قضايا يرى أصحابها أنهم على حق وعلى الطرف الثاني أن ينصفهم ولو بالحوار معهم وتوضيح الصورة لهم والرد على ما يدور في أذهانهم من تساؤلات.

 

تعليق عبر الفيس بوك