كأس العالم للأندية.. عنوانها "الزعيم"

حسين الغافري

حقَّق ريال مدريد الإسباني بطولة كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وعلى الرغم من الفترة الصعبة التي يمر بها الملكي، إلا أنه قدم بطولة مثالية، وعاد إلى مدريد بلقب جديد مستحق. إجمالاً، الريال لم يُعانِ كثيراً في اللقاءين بنصف النهائي والنهائي. الفريق وبسهولة واضحة ضَمِن الوصول إلى النهائي بعدما تجاوز الفريق الياباني بطل آسيا، وفي الختام كان على موعد كبير أمام نادي العين الإماراتي وتفوق عليه برباعية.

النهائي الكبير من الفخر أن يكون قطبه الأول ناديا عربيا خليجيا مثل العين الإماراتي، الذي استحق أن يكون ندًّا لبطل القارة العجوز ريال مدريد. العين صَنَع تاريخا كبيرا في هذه البطولة التي استضافتها الإمارات، فرغم بدايته الضعيفة في أولى مبارياته، إلا أنه تدارك الموقف وصنع مجدا يستحق الإشادة. الأمر تكرر في المباراة الثانية أمام الترجي التونسي عندما أدار مباراته باقتدار منذ البداية، ليقابل ريفربليت الأرجنتيني. ما يُحسب للزعيم في مباراته أمام بطل أمريكا الجنوبية هدوؤه وثقله الفني الذي دخل به منذ البداية. الفريق لم يترك المجال للمنافس في إدارة المباراة مثلما يرغب، كان ذكيًّا في الارتداد الهجومي العقلاني، وحِنكة في إغلاق مفاتيح اللعب التي يعتمد عليها. الجزء الأكبر يحسب للمدرب في قراءاته الفنية وتمكّنه في فرض أسلوب لعبه.

من الطبيعي وفي ظرف أسبوع تقريباً أن يكون العامل البدني يناط به الأمر بشكل كبير في هزيمة العين أمام منافس كريال مدريد، ثلاث مباريات صعبة واحتاجت إلى جهد بدني مضاعف في جميع أشواطها، المباراة الأولى والثالثة امتدت المباراة إلى أشواط إضافية، والجهد البدني أُستهلك بشكل كبير. مع ذلك فالعين قدم مباراة جميلة رغم الهفوات التي جاءت منها الأهداف الأربعة التي سجلها الملكي. ومع ذلك، لا نقلل من قيمة ومكانة العريق الكبير ريال مدريد النادي العالمي، وخبرته في النهائيات، والتي تضعه في موقف أكبر وظهور كبير كذلك؛ فمثل هذه البطولات بخبرته وقيمة لاعبيه يعلم كيف يُديرها وكيف يتعامل مع ظروفها.

انتهت البطولة العالمية، وأثبتت جاهزية كبيرة للإمارات لاستضافة حدث آخر قريب ينتظرها؛ يتمثَّل في كأس آسيا. وفي المقابل، أسعدتنا نحن العرب جميعاً بمستوى العين الذي جعلنا نطمح مستقبلاً في مستويات كبيرة ورؤية المنتخبات والأندية العربية تشارك في المحافل الدولية والقارية بقصد الوصول للألقاب. فعل الترجي التونسي ذات الإنجاز سابقاً، وحققت المنتخبات العربية حضورا قويا في نهائيات كأس العالم تاريخيًّا، آخرها متعة الجزائر بمونديال البرازيل 2014. ونحن على أعتاب كأس آسيا نتأمل في منتخبنا كذلك أن يظهر بصورة طموحة ويكون ندًّا ورقماً صعباً في حضوره. اللُّحمة الوطنية خلف الأحمر والإيمان بقدرات اللاعبين ومستوياتهم الكبيرة يجعل ثقتنا عالية بإذن الله.