"خُذ نَفَس".. وافرح

أميمة العجمية

الحياة سلسلة من المواقف والأحداث؛ منها المحزن ومنها المفرح، قدَّرها وكتبها لنا الله تبارك وتعالى؛ ففي بعضِ المواقف يشعرُ الإنسان بالحزن جرَّاء ما يحدث له، وبعضها يشعر فيه بالفرح جراء ما يحدث له، وكل ذلك تقادير مختارة من الله عزَّ وجل؛ لكي يرى صبرَ الإنسان؛ فهذه الأقدار لا تُرد إلا بإذنه؛ وذلك بالدعاء والتضرُّع والتقرُّب من الله.

لقد خلقنا الله في هذه الدنيا لنعبده، ونتفكر في خلقه، وفي النعم التي أنعمها علينا؛ حيث قال الله تبارك وتعالى في كتابه: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات:56). وتنزه الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى لندعوه بها؛ فقال تبارك وتعالى في كتابه الكريم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" (فاطر:15). فنحن فقراء إلى الله ونحتاجه في كل لحظة تمر في حياتنا، فكيف نتقرب إليه؟ بالعبادة، فالعبادة هي غذاء الروح وسبب تفريج الكروب؛ فهي تقربنا من الله تبارك وتعالى، والعبادة طريق إلى جنات الله العليا.

تنفَّس بعمق للحياة، فما زال أمامك الطريق، فإنَّ كل ما يحدث هو تقادير من الله تبارك وتعالى؛ فما الدنيا إلا محطة، وما نحن إلا مُسافرون وعابرون فيها.. عِش لله، عِش بما يرضيه، عِش بما يرفعك درجات إلى الله؛ فالدنيا دار شقاء لا كمال فيها، فيمر عليك يوم حزين وآخر مليء بالفرح.. يقابل هذا الشقاء دار الراحة والكمال، دار الرضا، دار الحياة الأبدية، جنة عرضها السموات والأرض، لا يدخلها إلا من أخلص لله تبارك وتعالى، لا يدخلها إلا من جعل سمعه وبصره وروحه وفؤاده وجوارحه لله تعالى.

اصنع الأمل لنفسك ولحياتك لتعيش حياة يعُمها الفرح والطمأنينة والاستقرار، ثِق دائما بالله في كلِّ خطوة تخطوها، تنفَّس بعُمق وانظر للحياة من جانب آخر، أنت لست مُسيًّرا، بل أنت مُخيَّر وقادر على تغيير خياراتك إلى الأفضل، اجعل التحفيز سلاحك، عِش بإيجابية وحيوية تجعلك تستشعر قدراتك الذاتية وإنك مُستعد لتخطِّي كل العوائق والصعاب، ضَع جهودك في عبادة الله، ارتقِ بنفسك، ردِّد دائما "إن القادم أجمل بإذن الله".

لا تقف، بل تجاوز كل ما يُعيقك، لا تنحني إذا سقطت الأوراق، ولا تستدر إلى الوراء، كٌن مسؤولًا، أنت من يتحمل مسؤولية نفسك وحياتك، أنت من يتحمَّل نتائج اختياراتك وقراراتك، أنت من يجب عليه الإصرار والعمل وبذل الجهد لتحسين ذاتك.

نحن في رحلة قصيرة، بدايتها ضحكة وابتسامة ودمعة فرح، ونهايتها ضجة بكاء ودمعة حُزن تُدفن تحت التراب لا نعرف مصيرها.

---------------------------

همسة: حياتك مسلسل، فأحسِن الأداء.

تعليق عبر الفيس بوك