د. عبدالله بن سليمان المفرجي
دكتوراة قانون باحث ماجستير التربية تخصص تكنولوجيا التعليم
المؤتمر الدولي الأول "العلوم الشرعية تحديات الواقع وآفاق المستقبل"، الذي نظمته كلية العلوم الشرعية خلال الفترة من ١١- ١٣ ديسمبر ٢٠١٨، في بلاد السلام والحكمة والأمان وملتقى الحضارات سلطنة عمان، يعد نقلة نوعية ومبادرة فاعلة لجمع الشمل ورأب الصدع واجتماع الكلمة الطيبة على الحق ومكافحة الإرهاب والتعصب المذهبي والطائفي، والذي جمع أرباب الفكر من مختلف أنحاء العالم والذين صدحوا خلال ثلاثة أيام متتالية بعصارة تجاربهم وأفكارهم ونفائس علومهم ودقائق آرائهم، ودرر مقترحاتهم، التي تعالج قضايا الأمة المعاصرة، في ثوب قشيب وأسلوب مشوق، رسم حلولا مناسبة لامست الواقع ونسجت رؤى واعية بحروف ذهبية مفعمة بالحيوية والنشاط والتجديد والتطوير للعلوم الشرعية والتسامح في بلاد عرفت بمبادراتها الداعمة للسلام والتعايش السلمي مع مختلف أطياف المجتمع.
وختمت بتوصيات كعقد اللؤلؤ المكنون، حبذا لو تحوّل توصيات المؤتمر الدولي الأول لكلية العلوم الشرعية إلى واقع ملموس وسلوك معيش في كل المجالات الأكاديمية المختلفة وتصاغ القوانين والأنظمة التعليمية وبرامج الكفايات المهنية للعاملين في الحقل التربوي بغية التأهيل والتدريب المستمر، بما يحقق منظومة تعليمية فاعلة لا سيما في ما يخص تطوير أساليب تدريس العلوم الشرعية وتطوير المناهج التعلمية بما يواكب ركب الحضارة المتسارعة والمتطورة والاهتمام بفقه النوازل الحديثة، وتنويع خبرات التعلم واستخدام السقالات التعليمية أو الويب كويست وتنمية مهارات التفكير الإبداعي ما وراء المعرفة، والاهتمام بتطوير المحتويات التعليمية، لتلامس حاجات العصر، والابتعاد عن التلقين، وصنع قوالب جاهزة، وتوظيف تكنولوجيا التعليم الحديثة في إيصال الرسالة التربوية التعلمية، وتنويع طرق التقويم التربوي للمؤسسة التربوية طالبا ومعلما ومحتوى تعليميا وصرحا علميا شامخا وأهدافا تربوية مرسومة بما يسهم في الوقوف على مواطن الضعف لتجاوزها وأماكن القوة لتطويرها. لا سيما في البنود١، ٣و ٤و ٩ من توصيات المؤتمر بما يخص تطوير التعليم الشرعي.
وفي نهاية المطاف لا بد من إدراج مقرر مهارات التعلم الذاتي والتفكير للطلبة في المدراس والجامعات ليكون خارطة طريق واضحة لمواصلة التعلم من المهد إلى اللحد ومن المحبرة إلى المقبرة واتساقا مع المقولة المشهورة التعليم الجامعي يعطيك وظيفة والتعلم الذاتي يعطيك عقلا. فالتعلم الذاتي يجعل المتعلم يواصل تعلمه مدى حياته في عصر العولمة والتكنولوجيا المتسارعة.
