خواطر تربوية (3)


القيادة والقائد
حمدي عبد الله أبو سنة | مصر – خبير تربوي
تمثل القيادة التربوية أهمية فى نجاح العملية التعليمية وقد عرفها روبرت ليفنجسون بأنها "الوصول إلى الهدف بأحسن الوسائل وأقل التكاليف" كما عرفها أوردى تيد بأنها "نشاط التأثير فى الآخرين ليتعاونوا على تحقيق هدف ما" غير أنها تعنى كل ما يقوم به المربى للمساعدة على بلوغ الأهداف وهى دور يمكن تعلمه وسمة يمكن اكتسابها. القيادة أكبر من مجرد قائد للمدرسة إلا أنه مهم جدا لأنه يلعب دورا مؤثرا فى حياة الجماعة المدرسية والقائد التربوى هو من يؤثر فى سلوك الآخرين ويوجه عملهم.
وفى كتابة "آراء أهل المدينة الفاضلة" يرى الفارابى أن السمات الشخصية للقائد " زعيم الجماعة " أن يكون قويا وسليم البنية الجسمية حتى يستطيع تحمل المشقة وأن يكون طلق اللسان حتى يقنع الآخرين بروايته ويعبر عن آرائه سواء اتفقت أو اختلفت عن مشاعره كما يتفوق فى الفهم والذكاء والذاكرة الجيدة حتى يستطيع أن يحلل الأحداث ويفصل بين السبب والنتيجة وأن يحب العلم والتعليم وأن يتميز بالعدل ويبغض الظلم وذو عادات شخصية حسنة ولديه من الذكاء الانفعالى ما يدل على النضج وقوة الإرادة.

"إذا كنت ذا رأى فكن ذا عزيمة  -  فإن فساد الرأى أن تتردا".
ولا يكفى ان تتسم بالثقة فى النفس بل تعيد للناس ثقتهم فى أنفسهم.
وتختلف فاعلية القائد التربوى من شخص إلى آخر وذلك تبعا للمهارات القيادية التى يمتلكونها . عموما فإنه يتم تصنيف هذة المهارات إلى ثلاث فئات.
المهارة التصويرية:- وتظهر أكثر فى التخطيط للأهداف القريبة والبعيدة المدى على أن لا يكون خياليا فى خططه ويكون قادرا على الإحساس بالمشكلات قبل وقوعها والحلول لها .
المهارة الفنية:- وهى كل ما يتعلق بالجانب التنفيذى وهى تعكس خبرة القائد فى كل مناحى العمل ومن ناحية الإشراف التربوى على المعلمين والقيام بتدريس حصص نموذجية وكتابة تقارير فنية وتنظيم  ورش العمل والاجتماعات وإدارة الحوار وأن يكون مرجعا للجميع كسلطة أبوية ومعلوماتية وفنية .
المهارة الإنسانية:- وتأتى أهمية هذة المهارة فى أن أساس العمل التربوى وهدفه هو البشر قبل الحجر وتعديل السلوك وتطوير مجال التفكير كما تأتى أهمية هذه المهارة أيضا أن القائد التربوى يتعامل مع معظم فئات المجتمع وفى القلب منهم الطلاب ويتعامل أيضا مع هيئة المعلمين والإداريين وأولياء الأمور والبيئة المحيطة ورؤساء العمل. كذلك عليه أن يكون واضحا وسهلا فى التعبير والردود وسرعتها واحترام الحريات والقيم والخصوصيات ومراعاة دوافع الرؤساء والمرؤسين ولا يخفى على الجميع أن يكون القائد التربوى قدوة لغيره ونموذج يحتذى به . للقائد التربوى وظائف متعددة ومتشعبة حيث أنه فى المقام الأول معلم متخصص فى مادة أو نشاط يضع الخطط والأهداف ومسئول عن التنفيذ والمتابعة وتحفيز المعلمين كما إن لديه سلطة العقوبات لمن يشذ عن المنظومة كما إنه وسيط وحكم فى الصراعات بين المعلمين  والمشاحنات بين الطلاب وحسم الخلافات ولا يسمح بالجدل وضياع الوقت وبصفته قائد وليس رئيس عليه بالابتكار مع الوعى بطبيعة التغيير والتجديد ويسعى إلى كسب التأييد للتغيير.

 

تعليق عبر الفيس بوك