مركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم ينظم جلسة حوارية عن "ثقافة الطفل"

 

الرؤية - مريم البادية

نظم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بالأمس، جلسة حوارية بعنوان "ثقافة الطفل"، وذلك تزامنا مع احتفالات العالم بيوم الطفل العالمي في ٢٠ نوفمبر من كل عام.

ناقشت الجلسة عدد من المحاور من بينها مفهوم ثقافة الطفل وأهميته، والتحديات التي تواجهه، وضمت الجلسة كل من الدكتور بدر بن هلال اليحمدي مدير إدارة الشؤون التعليمية والتدريب بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، والدكتور سعيد بن سليمان الظفري مدير برنامج بحوث الرصد الاجتماعي بمجلس البحث العلمي، والدكتور عامر بن محمد العيسري خبير تربوي بالمكتب للدراسات والتطوير بوزارة التربية والتعليم، وابتسام بنت عبدالله الحجرية طالبة دكتوراه بجامعة السلطان قابوس، وأدارها الإعلامي خالد السلامي.

استهلت الجلسة بتعريف مفهوم ثقافة الطفل، حيث قال اليحمدي أنّها مجموعة من المعتقدات والأعراف والفنون والتراث، وهي ما اتفق عليه مجتمع ما، فالطفل هو أحد عناصر هذا المجتمع، وثقافته مزيج من هذه العناصر التي تقدم إليه بحسب مستواه العمري، فكلما تقدم العمر، نمت الثقافة لدى الإنسان. وأضاف أن تأثيرالثقافة مهم على شخصية الطفل، فهي تساعد على توجيه سلوكه، فتسهم في نموه اللغوي والانفعالي والعقلي.

وفي إطار التمييز بين الطفل المثقف بآخر أقل ثقافة، قالت ابتسام الحجرية أنّ هناك عددا من السلوكيات التي تميزه عن غيره من بينها، القدرة على استخدام اللغة، والميل إلى الاستقلالية والخصوصية، كذلك يكون لديه وعي بذاته وبالآخرين، كما أنّه يشعر بهموم الأمة، ولديه قدرة على استخدام الحجج والبراهين للوصول إلى احتياجاته، دون اللجوء إلى استخدام العاطفة.

ثم عرجت الحجرية الى خطوات تنمية هذه الثقافة من خلال سياسة النفس الطويل للآباء فهي البناء الأول لثقافة الطفل، وضرورة مشاركته في العادات الموجودة في مجتمعه لإكسابه الثقافة الروحية، بالإضافة إلى أهمية تعويده على تدوين الثقافة من خلال ما يتعلمه.

وقال الدكتور بدر اليحمدي أنّ الطفل يستطيع أن يصل إلى الثقافة من خلال المحاكاة والتعليم المباشر واللعب (الألعاب العلمية) التي تنميه وتغذيه لتكسبه المهارات اللازمة.

في المحور الثاني لمناقشة الواقع والتحديات، قال الدكتور عامر العيسري أنّ الدور الكبير يقع على الأسرة والمدرسة على حدٍ سواء، فالمدرسة يجب أن توفر للطفل فرص للكتابة والتأليف، حيث أشارت دراسة إلى أنّ أقل من ١٥%‏ من طلاب المدارس يقضون وقت فراغهم في المدرسة في ممارسة القراءة، ويعود ذلك إلى أنّ هذه الكتب لا تشبع احتياجات ورغبات الأطفال، فهم يميلون إلى قراءة الكتب المترجمة والبوليسية، إضافة إلى أنّ أقل من ٣%‏ من الكتب العالمية تتوافق مع توجهات العالم العربي، وكذلك من أهم الأسباب هي عدم وجود دافعية للقراءة.

ويكمل الدكتور بدر اليحمدي بالإشارة إلى أنّ ضعف ثقافة الوالدين من أهم التحديات ففاقد الشيء لايعطيه، كما أن عدم وجود خطة مجتمعية مدروسة لتوافق ثقافة الطفل هي أحد العوامل التي تحول دون ذلك.

واختتمت الجلسة ببعض التوصيات حيث شدد اليحمدي على ضرورة وجود توافق بين المؤسسات المجتمعية المختلفة لتنسيق الجهود والوصول إلى الغاية المنشودة، أما العيسري فأوصى بضرورة تثقيف الآبناء وتعليمهم، بينما الظفري أكّد على أهميّة استثمار الطفل وهو في عمر ٣ سنوات، وذلك لأنّ عددا من الدراسات أشارت إلى أنّ ٦٥%‏ من الأطفال تتشكل شخصياتهم وهم دون سن الثالثة، وأنهت الحجرية التوصيات بالمطالبة بتعويد الطفل على استخدام "هل ولماذا" عند السؤال حتى تفتح له آفاق أوسع للوصول إلى المعلومة.

تعليق عبر الفيس بوك