تصور مقترح لتحديث الأنشطة الاتصالية بالمدارس

عمرو عبد العظيم

تناولت في مقالٍ سابق بعنوان:" المدرسة الفعّالة أساسُها الاتصال التربوي الفعّال" فالاتصال التربوي الذي يُعد من أهم الركائز الأساسية لحدوث تعلم فعَّال يُمثل عملية انتقال المعارف والمفاهيم من المعلم الذي يمثل المرسل إلى متعلم يمثل المستقبل وتكون هذه المعارف والمعلومات بمثابة الرسالة التي تُنقل إلى الطرف الآخر وهو المُتعلم، فالاتصال عملية هادفة ومقصودة في المواقف التعليمية وتهدف دائمًا إلى تحقيق الأهداف التعليمية.

إنَّ الاتصال التربوي داخل المدرسة يمثل أساس النجاح الحقيقي في وصول المدرس والمؤسسات التعليمية إلى تحقيق أهدافها التعليمية والتعلمية والتربوية المنشودة، وتمثل الأنشطة الاتصالية المتنوعة داخل المدرسة التفاعل الحيوي لمكونات عملية الاتصال التربوي، فمتى ما كانت تلك الأنشطة تتميز بالجودة العالية وتقوم على أسسٍ علميةٍ تُحقق نتيجة ذلك اتصال تربوي فعَّال يساهم بشكلٍ كبير في تطور العمليات ويساهم في تجويد المخرجات التعليمية بالمدرسة، فالمعلم صاحب المسؤولية الأكبر في تحقيق اتصال تربوي فعَّال داخل الغرفة الصفية وهو يشارك في العديد من الأنشطة الاتصالية خارج الغرفة الصفية.

ولكي نُقدم مقترحًا عمليًا لتحديث الأنشطة الاتصالية التعليمية بالمدارس لابد لنا بداية من رصد الأنماط المُختلفة للأنشطة الاتصالية بالمدرسة المستهدفة لتحديث الأنشطة الاتصالية بها بهدف الوقوف على مدى جودتها لعمل نموذج لزيادة تفعليها بالشكل الذي يُحقق جودة الاتصال التربوي بالمدرسة وهي كالتالي:

•     التوثيق التربوي

•     تكنولوجيا الاتصال التعليمي.

•     الاتصال الإداري.

•     العلاقات العامة.

•     الأنشطة الاتصالية في التعليم.

•     أنشطة الإعلام التربوي.

ومن هنا أنقل لكم تجربتي في تحديث الأنشطة الاتصالية، فبعد الاطلاع على العديد من البرامج والتطبيقات التكنولوجية القائمة على الويب 2.0 وبناء على عدة تجارب قامت بها مدرسة المنارة العلمية وكانت كما يلي:

العمل على عدة تطبيقات للويب 2.0 مثل تطبيق اليوتيوب والفيس بوك وانستجرام: تم توظيف تلك التطبيقات في العديد من الأنشطة الاتصالية داخل المدرسة والتي شملت أنشطة تعلمية وأنشطة تواصل وإعلام تربوي وتوثيق العديد من الفعاليات عبر تطبيقي فيس بوك وانستجرام لما له من أهمية لتلك العمليات.

وتوظيف تطبيقات الواقع المعزز والافتراضي: من خلال تدريب معلمي المدرسة على استخدام وتوظيف تلك التطبيقات في التعلم والتعليم ونظام البوابة التعليمية ونظام المراسلات: توفر وزارة التربية والتعليم هذين النظامين لجميع المدارس واللذين يمكن من خلالهما تحقيق العديد من أهداف الاتصال التربوي المنشود من خلال وصول جميع المعلمين وإدارة المدرسة والطلاب وأولياء الأمور إلى منصة البوابة التعليمية.

ومن خلال نظام إدارة التعلم LMS والذي يسهل على المتعلم الوصول إلى المحتويات التعليمية المقررة وإلى الأنشطة التعليمية والمصادر المتنوعة ويتم تقييم أعماله من خلال هذا النظام وحصوله على تغذية راجعة لأدائه وسهولة التواصل مع المعلم والمتعلمين من الأقران وغيرها.

 وكنظرة عامة على النموذج المقترح حيث يشمل هذا النموذج تفصيلاً دقيقًا للعمليات والإجراءات المنشودة في كل محور من المحاور الستة الاتصالية، يتضمن هذا النموذج عدة تطبيقات تكنولوجية تعزز جميع المحاور وتؤكد على التفاعل بين عناصر العملية الاتصالية والعملية التعليمية داخل وخارج المدرسة وبين المدرسة والمجتمع المحلي والفئات المستفيدة والمستهدفة للمدرسة، وفيما يخص جانب الإدارة المدرسية نقترح تفعيلاً للاتصال الإداري من خلال تأهيل جميع العاملين بإدارة المدرسة وعلى رأسهم مدير المدرسة وتفعيل دوره الأساسي في تحديث وتطوير عمليات الاتصال الإداري بالمدرسة.

وهنا نؤكد أهمية العناصر الرقمية عبر الإنترنت في تعزيز أنشطة التعاون عبر المجموعات بطرقٍ مختلفة، وإلى ضرورة توثيق الصلات الخارجية للمدرسة من خلال تعزيز دور الإعلام التربوي والعلاقات العامة، وعليه فلابد أن يراعي النموذج المقترح شمول كافة الجوانب الاتصالية وأنشطتها وإجراءاتها المختلفة لضمان تحديثها وتحقيق أكبر قدر من الكفاءة للعملية الاتصالية بالمدرسة، والتي بدورها تنتج لنا مؤسسة تعليمية ذات جودة عالية.