تعرف على وزير الدفاع الإسرائيلي الذي أقالته المقاومة الفلسطينية

 

 

استقال وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من منصبه، إثر جولة التصعيد الأخيرة التي شهدها قطاع غزة.

ونقلت هيئة الإذاعة العبرية عنه قوله: "لقد قررت الاستقالة من منصبي، وسأدعو لانتخابات عامة"، وهو ما وصفه مسؤول في الحكومة الإسرائيلية بأنه يأتي عقب "فشله أمنياً".

- من هو ليبرمان؟

ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، يعتبر واحداً من أشهر الساسة الإسرائيليين وأكثرهم إثارة للجدل، وصاحب الخلفية الدموية الرافضة لـ"السلام".

ولد في كيشيناو عاصمة مولدوفا، وهي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، عام 1958، وخلال العشرينيات من عمره عمل حارساً في أحد الملاهي الليلية هناك.

وبعد وصوله إلى "إسرائيل" خدم ليبرمان في جيش الاحتلال، وحصل على درجة جامعية في العلوم الاجتماعية من الجامعة العبرية في القدس المحتلة.

بعد ذلك، أصبح ناشطاً في مجال السياسة الطلابية، وبدأ حياته في "حزب الليكود"، حيث عمل مديراً عاماً بين 1993 و1996، ثم عمل مديراً لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عاماً.

غادر ليبرمان "الليكود" وأسس حزب "إسرائيل بيتنا" عام 1999، وفاز في أول انتخابات يخوضها الحزب عام 1999 بأربعة مقاعد في الكنيست.

وعمل بعدها وزيراً للبنية التحتية بين عامي 1999 و2002، ثم وزيراً للنقل والمواصلات بين 2003 و2004، قبل أن يصبح وزيراً لخارجية الاحتلال ونائباً لنتنياهو عام 2009.

 

وأصبح ليبرمان لاعباً رئيسياً في السياسة الإسرائيلية منذ مارس من عام 2006، حين فاز حزبه "إسرائيل بيتنا" بـ11 مقعداً في البرلمان.

ومهد ذلك الطريق أمامه ليصبح نائباً لرئيس الوزراء، ووزيراً للشؤون الاستراتيجية في حكومة إيهود أولمرت، التي قادها حزب "كاديما".

- السياسي المتشدد

وهدد، في أكتوبر الماضي، بتوجيه ضربة زعم أنها ستكون "شديدة القوة" لحركة حماس؛ "لتحسين الأوضاع الأمنية الإسرائيلية"، متوعداً بعودة الاغتيالات ضد قادتها.

ولطالما ضيق الخناق على غزة المحاصرة منذ أكثر من 12 عاماً، كما أن سجله مليء بالأحداث التي شهدها القطاع من انتهاكات وجرائم، ما أوقع الشهداء والجرحى.

وفي أكثر من موقف أكد ليبرمان أن ما يهمه فقط "إسرائيل"، ولا يهمه دولة فلسطينية، إذ قال: "لا أعير اهتماماً لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتمال حل الدولتين".

كما أقرت لجنة تشريعات "إسرائيل"، خلال توليه، مشروع قانون يحظر تصوير جنود جيش الاحتلال خلال نشاطهم العسكري، الذي قال منتقدوه إنه مُفصَّل للتغطية على جرائم الاحتلال.

ووضع الوزير المستقيل الإعلام الفلسطيني في بؤرة الاستهداف، كما أن جيشه واجه الإعلاميين والصحفيين لمنعهم من الوصول إلى الحقيقة وإيصالها للعالم.

وفي عهده أيضاً توسع الاستيطان على حساب الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبنيت آلاف المستوطنات التي تعتبر العثرة في طريق المفاوضات، وتباهى بأنها حققت أكبر عدد منذ 1992.

- المعارض الدائم

عام 2004، طُرد ليبرمان من الائتلاف الحاكم، بعدما عارض خطة رئيس الوزراء حينها، أرئيل شارون، للانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة، والتي نفذت في صيف 2005.

 

وفي عام 2009، وبعد الحرب الإسرائيلية الأولى على غزة، عرقل جهود حزب "كاديما"، صاحب النصيب الأكبر في الكنيست، لتشكيل ائتلاف حكومي.

وبدلاً من ذلك أعلن تأييده لحزب "الليكود" وزعيمه نتنياهو. وفي مقابل ذلك مُنح ليبرمان منصبي وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء.

وأصبح ليبرمان فاعلاً رئيسياً في السياسة الإسرائيلية منذ مارس من عام 2006، حينما فاز حزبه بـ 11 مقعداً في البرلمان الإسرائيلي "الكنيست".

وعاد إلى دور المعارض مجدداً في 2018، عندما عارض اتفاق التهدئة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، عقب جولة قصيرة من التصعيد، كانت الأشد من حرب صيف 2014.

- رجل الفساد

ولوحق الوزير المستقيل باتهامات فساد، وتحديداً في 2012، عندما أعلن ما يسمى الادعاء الإسرائيلي أنه سيوجه اتهاماً له بـ"خيانة الأمانة"، في قضية تتعلق بسفير إسرائيلي سابق في بيلاروسيا.

واتهم ليبرمان بترقية السفير الإسرائيلي السابق لدى بيلاروسيا، زئيف بن أرييه، إلى منصب أرفع، وذلك بعد أن زوده بمعلومات سرية تتعلق بتحقيقات تجريها الشرطة في أنشطته.

وفي اليوم التالي فاجأ كثيرين باستقالته من منصبه الوزاري وتنازله عن حصانته البرلمانية، وتعهد حينها بـ"إثبات براءته" وإنهاء القضية دون تأجيل.

وفي مايو 2016 أعلن نتنياهو التوصل إلى اتفاق مع حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف لتوسيع الائتلاف الحكومي، وتعيين زعيمه أفيغدور ليبرمان وزيراً للجيش.

وجاء ذلك الاتفاق بعد فشل المفاوضات التي أجراها نتنياهو مع زعيم المعارضة إسحاق هيرتزوغ".

 

- موقفه من سوريا وإيران

وحول التعامل مع نظام بشار الأسد، أبدى ليبرمان عدم ممانعة "إسرائيل" التعاون معه، ووصف عودة سوريا إلى وضع ما قبل الثورة، بأنها "أمر في حكم المؤكد".

وتوقع أيضاً في تصريحات سابقة أن "حدود هضبة الجولان (التي تحتلها إسرائيل منذ 1967)، ستصبح أهدأ مع عودة حكم نظام الأسد".

وأعلن أيضاً أن الاحتلال مستعد للتعامل مع أي تهديد إيراني في أي مكان، بل إنه ألمح، في سبتمبر الماضي، إلى مهاجمة قطع عسكرية قد تكون إيرانية في العراق.

وكانت "تل أبيب" قد هاجمت أهدافاً عسكرية متعدّدة في سوريا أغلبها مواقع عسكرية ومطارات تابعة للنظام و"حزب الله" اللبناني، ومليشيات إيرانية موالية للأسد.

- صاحب المواقف العدائية

وفي 2009، قال إن "إسرائيل" يجب أن "تستمر في قتال حماس، مثلما فعلت أمريكا مع اليابانيين في الحرب العالمية الثانية"، وقد فُسر هذا الأمر في الأوساط المحلية والإقليمية على أنه "إشارة إلى إلقاء قنبلتين نوويتين على ناغازاكي وهيروشيما (1945)".

طالب ليبرمان بفرض يمين للولاء على غير اليهود (فلسطينيي الداخل المحتل 1948)، كشرط لحصولهم على "المواطنة" الإسرائيلية.

ورغب في أن يُقسِم هؤلاء على "الولاء لإسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، وأن يقبلوا برموزها وعلمها ونشيدها، وأن يلتزموا بالخدمة العسكرية".

ورغم أنه يفضل حل الدولتين، فإنه تبنى فكرة "تبادل الأراضي الإسرائيلية" التي تسكنها غالبية من العرب، مقابل المستوطنات الرئيسية المبنية في الضفة الغربية المحتلة.

كما تبنى ليبرمان فكرة اغتيال قادة حركة حماس الفلسطينية التي تحكم قطاع غزة، وأعلن أنه سيؤيد عقوبة الإعدام ضد أعضاء الكنيست الذين يلتقون مع قادة حماس أو حزب الله.

 

تعليق عبر الفيس بوك