عمرو عبد العظيم
عندما نبحر في عمق الجلسات التعليمية عبر الإنترنت (الجلسات الأون لاين Online session) نجدها عبارة عن جلسات تعليمية تتم من خلال مواقع متخصصة توفر منصات إلكترونية لهذا الغرض، ويمكن وصفها بأنها نوع متطور من مؤتمرات الفيديو، وتنتمي لجيل الويب 2.0، حيث تزوّد المعلم والمتعلم بعدة أدوات مثل ميكرفون للنقاش الصوتي، ويمكن مشاركة كاميرا المعلم والمتعلمين، ومشاركة الشاشة للجميع، وتحتوي على مربع للدردشة حيث تتنوع استخداماته في الأسئلة ومشاركة روابط الفيديو وروابط الصور وروابط الأسئلة الإلكترونية وتلقي إجابات الطلاب وتقديم التغذية الراجعة وغيرها، ويمكن رفع العروض التقديمية مع إمكانية الكتابة والتحديد على العرض من خلال شريط أدوات جانبي، يمكن رفع أكثر من ملف، ويمكن عمل تسجيل كامل للجلسة بجميع أحداثها.
وفي دراسة مُبسّطة قُمت بها بهدف قياس أثر وفاعلية استخدام الجلسات التعليمية عبر الإنترنت في تدريس الدراسات الاجتماعية لرفع مستوى الدافعيّة لدى طلاب الصف الخامس بمدرسة المنارة العلمية الخاصة بولاية بركاء، والتي هدفت أيضاً إلى تقديم مقترح مبسط لحل أحد المشكلات التربوية التي تظهر في معظم المؤسسات التعليمية ألا وهي (انخفاض مستوى الدافعية نحو التعلم) من خلال استخدام أحد أدوات الويب 2.0 (جلسة تعليمية عبر الإنترنت)، وشملت عينة الدراسة 10 طلاب من الصف الخامس بالمدرسة تمّ تقسيمهم إلى مجموعتين إحداها ضابطة مكونة من خمسة طلاب والأخرى تجريبية مكونة من خمسة طلاب أُخر و تمّ اختيار العينة بطريقة عشوائية للفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2016/2017م، وتمّ استخدام منهجية تعتمد إلى درجة كبيرة على المنهج شبه التجريبي لقياس هذا الأثر ومعرفة مدى وجود فروق ذات دلالة بين مستوى الدافعية لدى طلاب المجموعتين الضابطة والتجريبية، حيث تمّت ملاحظة مستوى دافعية الطلاب عندما يقدم لهم محتوى مادة الدراسات الاجتماعية بالطرق التقليدية ولوحظ بأنّه منخفض وغير مرضٍ للإدارة المدرسة وأولياء الأمور ومشرفي المادة ومعلميها من خلال عدة لقاءات مع عناصر مختلفة من تلك الفئات، حيث تمّ استطلاع آراء الطلاب حول الطرق التي تقدم بها المادة واتجاهاتهم نحوها ومدى تأثيرها في تحفيزهم وإثارة حماسهم نحو التعلم، فأشار الطلاب إلى أنّهم لا يفضلون الطرق التقليدية في تعلم المادة ويميلون أكثر إلى المحتويات الإلكترونية والمقدمة بالطرق التفاعلية، حيث تمّ تصميم درس تعليمي في مادة الدراسات الاجتماعية للصف الخامس قائم على نموذج التصميم التعليمي العام ADDIE بجميع مراحله، حيث اعتماد استراتيجية التعلم بالاكتشاف لتقديم محتوى الدرس وذلك من خلال هذه الجلسة التعليمية عبر الإنترنت من خلال أحد الموقع التي تقدم هذه الخدمة مجانا.
إنّ المعلم الذي يستخدم الجلسات التعليمية عبر الإنترنت يجد منذ بداية تدريب الطلاب على استخدام الجلسة التعليمية عبر الانترنت ظهور حماسة غير معتادة وشغف لتعلم هذا التطبيق الجديد وتوظيفه في المادة الدراسية وسيجد تجاوب الطلاب في اكتساب المهارات الأولى لتشغيل التطبيق والتفاعل فيما بينهم، وسيرى مدى أهميّة دمج التكنولوجيا في التعليم وأثرها في رفع دافعية الطلاب للإنجاز، حيث يمكن تدريب الطلاب على كيفية الإجابة عن الأسئلة والأنشطة التفاعلية المقدمة عبر الجلسة، وكيفية توظيف كافة مميزات التطبيق لتحقيق أعلى استفادة ممكنة من الموقف التعليمي لتحقيق أهدافه.
إنّ انخفاض مستوى الدافعية من أهم المشكلات التربوية التي تحتاج إلى تصميم تعليمي قائم على دمج عناصر تكنولوجيا التعليم في جميع مجالات وعناصر العملية التعليمية، ومن واقع تجربتنا في استخدام الجلسات التعليمية عبر الانترنت يتضح لنا مدى أهميتها كحل مقترح لهذه المشكلة حيث أبدى طلاب المجموعة التجريبية تجاوباً كبيراً وظهرت عندهم مشاعر إيجابية نحو التعلم بهذه الطريقة، وتمثل ذلك في حرصهم على إتمام كافة عناصر الجلسة والتجاوب مع الأنشطة المقدمة أثناء العرض، وأكدت عدة دراسات على أنّ تطبيق التكنولوجيا في المواقف الصفية يؤثر إيجابياً على رفع دافعية الإنجاز لدى الطلاب.
Amrwow2010@gmail.com