عندما تسقط الأقنعة!!

 

منى البلوشية

"وما كنت تدري أنَ زنداً حميتهُ

يردُّ لك الإحسانَ بالطَّعناتِ

وقفتُ على باب الفجيعةِ أيُّهم

أُسدّد في مرماه سهم قناتي

وكيف لجفنٍ يغمضُ اليوم طَرفهُ

وحولي ذئاب تستطيب سُباتي؟!

تكشّفت الأستارُ عن كل غادرٍ

فحسبي أني قد عرفتُ عداتي!! .. من أشعار د. صالح الفهدي.

كثيراً ما سمعنا عن كشف الأقنعة وسقوطها، كثيراً ما سمعنا عن تلك الوجوه التي تهاوت من بين أعين الكثير من البشر، فالحقيقة هي وحدها من تبث الأمل وتنشره، فبذلك لن تجد مكاناً ومأوى للخداع والكذب في المجتمع، وكثيرا ممن صادف هذه الأقنعة التي يرتديها أصحابها وفقاً لمصالحهم الدنيوية

وعندما تُكتشف الأقنعة والتي طالما توقعت َمنها الخير وتطاير من فوقها الغبار، وجوها عليها غبرة، ترهقها قترة "وتسقط الأقنعة عندما يهجوك اللسان الذي كنت تظن أنه لسانك"، فكيف يمكن لك بعد أن كشفت حقيقتها أن تألفها وتثق بها من جديد؟، كيف يمكن لك أن تقابلها وهي التي كانت مخبأة وكنت تظنها يوماً ما يداً وعوناً تعينك في دنياك.

كم هي كثيرة تلك الأقنعة والتي سقطت سهواً دون أن يعلم بها صاحبها أحياناً وقبل اكتمال مصالحه، وبعدها أصبحت حقيقتهم لا يستطيع أي قناع آخر أن يستر عليها بعد أن كُشفت.

كم من الأقنعة التي صادفتها أمامك وأنت من أحسنت إليها وبجهدك وبعطائك أغدقت عليها الكثير وبعدها تهاوت وتساقطت أمامك مثلما تتساقط أوراق الشجر في الخريف..

قال الله تعالى: "يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" هؤلاء ابتلوا بمرض في قلوبهم ويشعرون بنقص يعتريهم وعندما يختلون بأنفسهم يعترفون بأنَّهم مخادعون وأصحاب أقنعة عدّة

كم من المرات التي قابلت بها أناساً أمامك في عملك وفي الأماكن التي ترتادها وقلت في نفسك كأنني كنتُ أعرفها منذ فترة طويلة بعد أن ضحكت في وجهك وبكلامها المعسول، وياللأسف انخدعت بها بعد ذلك وأصبحت تعض أصابع الندم ليس لشيء سوى لأنك صدّقت تلك النوايا المخبأة

وقيل قديمًا:

جزى الله الشدائد كل خير

عرفتُ بها عدوي من صديقي

وأنت بطيبة قلبك ونقاوته تألف من تقابله، إنها الحقيقة في وقتك الحالي فالأقنعة كثيرة ولن تكتشفها إلا إذا سقطت أمامك بكذب وخداع، فليست جميع الوجوه التي تقابلها ترتدي مثل تلك الأقنعة وربما أحيانا يصعب عليك معرفتها..

فاحذر أن تكون إمعة لا كلمة لك تأتي بك وأخرى تأخذك، فأصحاب الأقنعة عندما تسقط أقنعتهم لا يتألمون ولا يندمون ولكنهم  ما يلبثوا إلا ويرتدون قناعاً آخر فما عليك سوى أن تتريث قليلاً قبل أن تثق بأي وجه تُقابله حتى تعلم من نيتها أمامك وقبل أن تتسرع وتنطلق بأي شيء أنت لا تعلم ما هي مخططاتها احذر من أن تصدمك وبعدها لا تستطيع أن تسترجع حقوقك التي سُلبت منك بسببها، فهم كُثر فكل الحذر منها قبل أن تخذلك وترديك أرضًا أنت لا تعلم مآربها فبقدر استطاعتك حافظ على قيمك وقناعاتك التي ربما سيحاول مرتدوها أن يغيروها لك فلا تكن إمعة، اثبت على قيمك ومبادئك، فالمواقف وحدها من تكشف الأقنعة.

 

تعليق عبر الفيس بوك