مسقط - الرؤية
انطلقت في عاصمة الجمهورية التشيكية براغ فعاليات معرض (رسالة الإسلام) والذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع وزارة الخارجية التشيكية، ويستمر حتى نهاية نوفمبر الجاري.
أقيم حفل الافتتاح بمبنى وزارة الخارجية التشيكية تحت رعاية سعادة لوكاس كاوجكي وكيل الوزارة، وبحضور عدد من الشخصيات التشيكية البارزة ومن السفراء العرب والأجانب ورؤساء المراكز الدينية والجاليات العربية والمهتمين والأكاديميين وعدد كبير من المدعوين في المجتمع التشيكي. حيث تتواصل جهود السلطنة في نشر وتعزيز ثقافة التعايش السلمي والتفاهم والوئام بين الأمم والثقافات والشعوب واحترام المقدسات وحقوق الإنسان، والتأكيد على القيم الإنسانية المشتركة ونبذ التطرف والعنف والكراهية.
وفي كلمته أكد محمد بن سعيد المعمري المستشار العلمي بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية والمشرف العام على معرض (رسالة الإسلام) على أن المعرض انعكاس لنجاح الدبلوماسية العمانية في العالم، وقدم شكره لوزارة الخارجية التشيكية على احتضان فعاليات المعرض.
واستعرض أثناء إقامة المؤتمر الدولي المنعقد في براغ ورقة بعنوان: (جذور التعايش في عمان) ، أشار فيها إلى ما تتمتع به السلطنة من مقومات العيش الكريم والنهضة الحديثة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وما أرساه من دعائم العدل والمساواة والقيم الإنسانية المشتركة، مشيرا إلى الإرث الحضاري العماني والانفتاح التجاري والثقافي والتواصل القائم على تبادل المصالح بالإضافة إلى منظومة قانونية تحفظ الحقوق وتحقق كرامة الإنسان.
وساق المعمري في ورقته مشاهدات وشهادات الزوار خلال حقب التاريخ العماني الطويل، حيث اتفقوا جميعًا على التأكيد على تمتعهم بالإحساس بالأمان والاحترام في المجتمع العماني وشعورهم بالقيم العميقة التي يحملها العمانيون تجاه الزوار والتجار الذين تعاملوا معهم في جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها. مؤكدين على تجذر قيم الانفتاح والتسامح والتعايش مع الجميع.
وعبر الفنان العالمي التشيكي بافيل ستاستني من لجنة التجارة العمانية التشيكية عن سعادته البالغة وامتنانه بوصول معرض (رسالة الإسلام) إلى الجمهورية التشيكية كإنجاز مهم لغرفة التجارة التشيكية العمانية التي بدأت منذ بضع سنوات، راجيا أن يشكل هذا الحدث استمرارا لمجالات التعاون في مختلف المجالات كمجال ثقافة الفن والغذاء وأن تنمو هذه العلاقات وتتوسع وتتطور في المستقبل".
اشتمل المعرض على لوحات معبرة عن الحياة العامة في عمان ومن الفن التشكيلي العماني والخط العربي بالإضافة إلى عرض بعض التحف وملامح الحياة العامة في السلطنة ماضيا وحاضرا.
كما تضمن المعرض الإلكتروني اللوحات والمعروضات والأفلام الوثائقية بـ ١٨ لغة عالمية، والتي يمكن تصفحها والاطلاع عليها عبر شاشات إلكترونية تعمل باللمس.
كذلك اشتمل المعرض على (رسائل عالمية) وهي حملة إعلامية عالمية تهدف إلى نشر ثقافة التعايش والسلام؛ والتسامح والوئام؛ عبر نشر بطاقات تعبر عن هذه القيم في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بمختلف اللغات.
ويتم نشر هذه الرسائل عبر بطاقات مطبوعة بحجم اليد، مع تعميمها على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بمختلف اللغات والنطاقات المتاحة.
وحملت الحملة الأولى المصاحبة للمعرض عبارة: "افعل شيئا من أجل التسامح" بهدف تمكين شباب وفتيات العالم من ابتكار الأفكار والأطروحات والتجارب والجهود التي يمكن أن تسهم ولو بشكل بسيط في نشر ثقافة التسامح في المجتمعات الإنسانية، وتقديمها كمبادرات فردية وجماعية ومؤسساتية يكون لها إطارها العملي في المحيط الذي هي فيه.
وجاء اختيار هذا الشعار إيماناً بأهمية قيمة التسامح في ردم الهوة في العلاقات المتوترة، وتقريب وجهات النظر المختلفة، وإيجاد مساحات مشتركة في أجواء تمكن من الحوار والتفاهم وتحقيق السلام. مع مناسبة هذا الشعار للأفراد في محيط الأسرة وعلى مستوى المجتمعات والدول.
وتمَّ حتى الآن إصدار سبعة بطاقات لهذه الرسائل: الأولى تحمل رسالة "وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا"، والثانية "أحب للناس ما تحب لنفسك"، والثالثة "خالق الناس بخلق حسن" وهما جزء من حديث نبوي شريف، والرابعة "وبالوالدين إحسانا" وهي جزء من آية قرآنية كريمة تدفع الإنسان إلى تقدير الوالدين واحترامهما، والرسالة الخامسة بعنوان "أد الأمانة إلى من ائتمنك".
ومن جانب آخر، شارك الفنانون العمانيون في فعاليات المعرض بمواهبهم وإبداعاتهم الفنية، حيث شارك الخطاط العماني صالح الشكيري، من خلال لوحات الخط العربي وكتابة أسماء ضيوف المعرض.
كما أقيم على هامش المعرض عرض بعض الكتب العمانية المهتمة بالتواصل الحضاري وتعميق الفهم المُشترك للقيم الإنسانية وذلك من أجل إبراز مساهمات وجهود العمانيين في السياق العالمي للمعرفة والثقافة والعلوم.
الجدير بالذكر أنَّ معرض (رسالة الإسلام) تم إطلاقه من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عام ٢٠١٠م، وزار أكثر من ستة وثلاثين دولة وأكثر من مائة وثمانية عشر مدينة حول العالم حتى الآن، ويحمل عنوان: (التسامح والتفاهم والتعايش: رسالة الإسلام في سلطنة عُمان) ويهدف إلى نشر مظلة هذه القيم بين شعوب العالم، وقد اكتسب المعرض قبولا متناميا في الأوساط العالمية، وتم التنسيق بشأنه مع عدد من المنظمات العالمية وأهمها منظمة اليونسكو، والعديد من المراكز الدينية المهتمة بنشر القيم المعتدلة والدعوة إلى السلم والعيش المشترك بين الناس والثقافات والأديان.