أحمد التوبي

 المديرية العامة للقوى العاملة بالداخلية

أبدى المشرِّع العُماني حِرصاً شديدا على تنظيم العلاقة بين العامل وصاحب العمل بما يضمن وجود علاقة عمل بينهما، تكفل لكل منهما حقه، وفي المقابل تبيِّن له ما عليه من التزامات.

وتطرَّق قانون العمل بشكل عام إلى هذه العلاقة، وقد ترك المجال لطرفيْ علاقة العمل للاتفاق على تفاصيل هذه العلاقة؛ من حيث الحقوق والواجبات، وكذلك الجزاءات والعقوبات المترتبة على عدم الإلتزام بما تم الاتفاق عليه، وذلك دون التعسف أو الخروج عن المبادئ العامة لقانون العمل، وعند الحديث عن الجزاءات الخاصة بالمنشأة فإنَّ المشرِّع العماني قد ذكر ذلك في المادة (29) من قانون العمل العماني "على صاحب العمل في حالة استخدام خمسة عشر عاملاً فأكثر، أن يضع في مكان ظاهر من منشأته لائحة خاصة بالجزاءات وشروط توقيعها، ويجب لنفاذ هذه اللائحة وما يطرأ عليها من تعديلات اعتمادها من الوزارة ....."، فالمشرع هنا قد ألزم صاحب العمل عند تشغيله لخمسة عشر عاملاً فأكثر بوضع نظام خاص بالجزاءات داخل منشأته، ولا يمنع من وضع لائحة خاصة بالجزاءات فيما لو كان عدد العاملين داخل المنشأة أقل من خمسة عشر، وذلك لتنظيم العلاقة بين الطرفين، ويكون العامل على علم بالجزاء الذي سوف يقع عليه فيما لو ارتكب مخالفة ما، وتختلف أنواع الجزاءات التي توقع على العامل باختلاف وطبيعة نشاط المنشأة، وكذلك بالآثار المترتبة على المخالفة التي قام بها العامل؛ فالمخالفة التي يرتكبها العامل في منشأة ما قد تختلف آثارها لو تم ارتكابها في منشأة ذات نشاط آخر. فعلى صاحب العمل عند وضعة لنظام الجزاءات داخل منشأته أن يُوازن بين المخالفة والجزاء، بحيث لا يضع جزاءً مبالغاً فيه على مخالفة بسيطة؛ فالجزاء في الأساس هو تنبيه للعامل على أنه قد ارتكب مخالفة معينة، وعندما يقوم صاحب العمل بوضع هذا النظام داخل منشأته، ويكون العامل على علم واطلاع به، فإنه يكون أكثر حرصاً على تجنب ارتكاب الأفعال التي تستوجب توقيع عقوبة عليه. كما أنه يكون على علم بالعقوبة التي سوف تطبق عليه فيما لو ارتكب مخالفة ما؛ فبوضوح العقوبة وجزائها لا يكون هناك أي مجال للدخول في أي إشكالية بين العامل وصاحب العمل فيما يختص بتوقيع العقوبات؛ كون هذا الأمر واضحاً للطرفين من قبل، ومن العقوبات التي يحق لصاحب العمل إيقاعها على العامل مثل: الإنذارات الكتابية، الخصم من الأجر، الإيقاف عن العمل، الفصل مع المكافأة والفصل دون مكافأة.