كتاب لباحث عُماني عن عروبة البربر

 

الجزائر - العمانية

يناقش كتاب "حول عروبة البربر.. مدخل إلى عروبة الأمازيجيين من خلال اللّسان"، للباحث العُماني سعيد بن عبد الله الدارودي، واحدة من أهمّ القضايا التاريخية التي تشغل بال الكثير من الباحثين، وهي تلك المتعلّقة بجذور البربر وأصولهم، وحقيقة مقولة إنّهم ليسوا عربًا.

يقع الكتاب الصادر بالجزائر عن دار النعمان للطباعة والنشر، في 286 صفحة، وينقسم إلى 8 فصول، وهي على التوالي: الفصل التمهيدي، والمعجم التجانسي، والإبدال اللُّغوي، والقلب اللُّغوي، وإسقاط الأحرف، وزيادة الأحرف، والنحو والصرف، والصوت اللُّغوي.

ويذهب المؤلف، في مقدمة الكتاب، إلى أنّ الدعوة البربرية قامت على الأساس العرقي، وارتكزت على اللُّغة بصفتها الصخرة الصلبة الراسخة التي يمكن من خلالها إيصال رسالة الحركة الأمازيجية، وتحقيق مطالبها.

وأضاف المؤلف بأنّ ضخامة ما في البربرية من ألفاظ عربية، أقلق القائلين بعدم عربيتها، ممّا حدا بواضعي المعاجم من الحركة الأمازيغية، رفعاً للحرج، أن يُخرجوا قسماً كبيراً من ألفاظ البربرية، وجعلوه من الدخيل العربي، على الرغم من أنّ هذه المفردات لا يخفى على أحد عربيتُها، نظراً لتداولها في الصحافة والتعليم.

وتساءل المؤلف: هل البربرية لغة واحدة موحّدة؟ مَن المستفيد من جعل الحركة البربرية وجماهير البربر شيئاً واحداً؟ لماذا اللُّغة العربية والمشرق العربي صارا عقدة الحركة البربرية؟ إلى غير ذلك من الأسئلة الضرورية لتوضيح الفكرة الأساسية من إنجاز هذا الكتاب.

وقد وضع المؤلف في الفصل الأول، الكثير من الكلمات البربرية ضمن مجموعات قسّمها تقسيماً وظيفياً، جاعلاً الألفاظ البربرية في جهة، وما يقابلها من ألفاظ عربية في الجهة المقابلة، مع الإشارة إلى الكلمة العربية التي ليست من لغة القرآن الفصحى، وينسبها إلى اللّسان العربي الآخر الذي وجدها فيه.

وتستمرُّ بقية فصول الكتاب على النحو نفسه، لكشف تلك العلاقة الموجودة بين اللّسانين العربي والبربري، إلى أن يُؤكد المؤلف للقارئ أنّ الكتابة البربرية، بفرعيها اللّيبي القديم والتيفيناجي (الفينيقي)، عربية الأصل، مثل بقية عناصر الثقافة البربرية، من لسان ومعمار وموسيقى ومأثور شعبي.

ويختم المؤلف كتابه بتوصيات تدعو إلى ضرورة الاهتمام بتأسيس مشروع يكون مخصّصاً للمقابلة الواسعة المستفيضة ما بين تراث المشرق العربي والتراث البربري، وإلى إعادة دراسة وكتابة التاريخ العربي من المحيط إلى الخليج. 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك