شهادة دولية جديدة جاءت لتؤكِّد نجاح السلطنة فيما انتهجته خلال الفترة الماضية من أجل تحقيق الأمن الغذائي، عبر جهود بُذلت في قطاعات متعددة، ومشاريع كبيرة على رأسها "المليون نخلة"، إضافة لتنمية القطاع الزراعي والسمكي؛ فقد حققت السلطنة تقدُّما في مؤشر الأمن الغذائي العالمي خلال العام 2018 بحسب تقرير مجلة الإيكونومست البريطانية، الذي جاء تحت عنوان "بناء المرونة في مواجهة مخاطر الأمن الغذائي المتنامية" لتسجل 74.4 نقطة من أصل 100 نقطة، مقارنة مع 73.9 نقطة خلال العام 2017، لترتفع بذلك 0.5 نقطة، وجاءت في المرتبة الثالثة خليجيًّا وعربيًّا والـ29 عالميًّا.

حيث واصلت السلطنة المضي قدماً في تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي وفق رؤية إستراتيجية؛ تخطو بثقة نحو المستقبل، وتعزز مكانتها في هذا المجال يومًا بعد يوم، وتتجلى هذه الجهود بكل وضوح على كافة المستويات، وكانت محل تقدير دولي طوال السنوات الماضية وحتى الآن، وهو تتويج متوقع للجهود المبذولة من أجل بناء منظومة المخزون الإستراتيجي للغذاء، ودعم بعض السلع والاهتمام بزيادة إنتاج الغذاء؛ استنادًا للميزات التنافسية في القطاع الزراعي والحيواني والسمكي، وإنشاء العديد من الشركات الحكومية المعنية بإنتاج الغذاء.

تأتي هذه الجهود مهما كانت الظروف والصعاب التي قد تُعيق تحقيقها، من عوامل طبيعية جغرافية ومناخية تُعاني منها أغلب بلدان العالم، إلا أنَّ الوعي المبكر بتلك التحديات ومواجهتها بشكل علمي كان له أثر كبير في النتائج الإيجابية الكبيرة التي تحقَّقت في أداء القطاعين الزراعي والسمكي؛ حيث أولت السلطنة اهتماماً كبيراً لبناء منظومة متكاملة للأمن الغذائي، والاستفادة من أهم التجارب الدولية في هذا الصدد.

ويمكن القول إننا ماضون على طريق استكمال التنمية الشاملة للقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والقطاع السمكي؛ لأهميته في تعزيز الأمن الغذائي، والمساهمة في توفير فرص عمل واستقرار مجتمعي في مختلف المحافظات.