أهل الثقة أم أهل الكفاءة؟

طلال خلفان 

عفوا للكفاءة ولأصحابها، فلم يعد لها مكان أمام تفوق أهل الثقة، فاجتماعات توزيع المناصب أصبحت حفلة لتقسيم الكعكة، فلم ينظر لما تحويه الملفات الشخصية للمترشحين بقدر النظر لمن يسانده، فهنيئا للملفات الجوفاء أن ينال أصحابها منصبا بدعم من أصحاب النفوذ.

هكذا بدا لنا المشهد.. اتصالات لا تنقطع.. وعود وتواصُل آناء الليل وأطراف النهار؛ فكان المستفيد من المشهد شركات الاتصالات وبرنامج الواتساب.

فعُذرا لمن سكب عصارة خبرته وجهده في ميادين الرياضة، وأعتذر لكل من أفنى عمره دفاعاً عن ألوان قميص الوطن.. وأعتذر لكل من ابتعد عن الوطن وعاش بالغربة سفيرًا لبلاده في الملاعب الخارجية. فالعزاء واجب لكل من صال وجال، محليا وخليجيا وعربيا، والتحية لمن عرف الطريق المؤدِّي لقصد سبيله.

فكلُّ ما ذُكر لا يكفي أن تدخل أروقة الاحتفالية ولا يف لأن تحصل على دعوة للاطلاع والمنافسة؛ فوجود أهل الكفاءة سيعني المزيد من المتاعب في أروقة هادئة لا تقبل المعارضة، فربما يتفوق أحد المستبعدين على من من يدير عملية الانتقاء المزعوم.

إن السيرة الذاتية، ويبدو أن اختيار النخبة يجعلهم في حرج، فبنظرهم أن الخبرات غير كافية للدخول في أروقة أحد المنتخبات الوطنية أو شغل منصب إداري، فكل تلك الخبرات ذهبت هباء منثوراً أمام تصدي أصحاب القرار الذين يعلمون أدق التفاصيل عن رياضتنا، وهم أهل الدراية والفهم بالاختيارات الذين لم يكلفهم وصولهم للكرسي سوى اتصال أو زيارة (حب خشم)، ليخرجوا إلينا بعد الانتخابات ويتصدروا المشهد، ويوجهوا بوصلتهم كيفما شاؤوا، فكل تلك الخبرات لا تعني سوى صفر على الشمال، فهناك معايير أخرى والشروط موضوعة سلفاً في العلاقات والصلة والثقة غلبت الكفاءة، وقفز من قفز على رياضتنا، وتوارى النجوم وأصحاب الاختصاص والخبرات إلى الخطوط الخلفية؛ فمنهم من ارتدى جلباب البيت ليتابع المشهد من بعيد، فما أقرب الأيام التي تحول الرياضي من نجم منير إلى كم مهمل.

أيَّام صعبة تعيشها رياضتنا المحلية، أيام منحت من لا حق له وأزاحت خبرات ونجوما كبارا سكبوا عصارة جهدهم وخبرتهم على مدار السنوات، أخذتهم إلى بيوتهم، وترجلوا مكرهين عن صهوة جواد النجومية والتألق والأضواء إلى مكان مظلم لا ضوء فيه.. فمتى يحين الوقت ويشع نور العدل والحق وتشرق شمس "الشفافية" التي لطاما انتظرناها.

بالتأكيد نحتاج كثيراً حتى يصل ذلك النور، ويصل ضوء العدل إلى منطقة قائمة على المصالح والعلاقات، لتعيش وتنمو الكفاءات على أرض خصبة بشباب واعد قادر على صنع نجاحات وإنجازات يتعطش إليها وطن عزيز لم يدَّخر جهدا في تقديم كل أوجه الدعم لمؤسساته الرياضية المنتخبة، أملا في معانقة المجد، ولكن صندوق الانتخابات لا يأتي دائما بالأفضل.

* لاعب المنتخب الوطني السابق

تعليق عبر الفيس بوك