هجرت "الكيمياء الفيزيائية" لأجل السياسة.. وتفكر في تقديم برنامج تليفزيوني

مستقبل ألمانيا بلا ميركل.. ولاية أخيرة للمرأة الحديدية

الرؤية – الوكالات

بعد 18 عامًا في رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي في ألمانيا؛ قررت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عدم الترشح مجددا لرئاسة الحزب في الاجتماع الذي يعقد أوائل ديسمبر المُقبل؛ كما لن تترشح أيضا في انتخابات البونستاغ الألماني (البرلمان الاتحادي) المقبلة التي تجرى عام 2021، ما يعني أنها الولاية الأخيرة للمرأة الحديدية في ألمانيا، وهو ما يرجعه مراقبون إلى الخسائر الكبيرة التي مُني بها حزب ميركل في الانتخابات المحلية بولاية هيسن غربي البلاد.

وكان البرلمان الألماني قد أعاد في مارس 2018 انتخاب ميركل مستشارة لألمانيا للمرة الرابعة، بحصولها على 364 صوتا من أصل 688 من أصوات نواب البرلمان. وكانت قد واجهت تحديات كبيرة وبتأخير دام ستة أشهر لإجراء مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة في تحالف بين المُحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين. أما الحزب الديمقراطي الاشتراكي حليف ميركل، فقد قرر مراجعة التحالف خلال 18 شهراً، ويرى مقربون من ميركل أنَّ هذا التحالف قد ينتهي قبل أوانه. ووعدت ميركل بالإسراع في إعادة صوت ألمانيا القوي في ما يتعلق بإصلاحات الاتحاد الأوروبي. وقد أطلق اللاجئون عليها لقب "ماما ميركل" عندما فتحت باب اللجوء للنازحين وخاصة السوريين في عام 2017.

ودخلت أنغيلا ميركل، عالم السياسة عام 1989، بعد سقوط جدار برلين، الذي كان يفصل بين ألمانيا الغربية، التي ولدت فيها عام 1954، وألمانيا الشرقية التي نشأت فيها وقضت فيها كل حياتها إلى أن توحدت البلاد. وارتقت في المسؤوليات السياسية لتصل إلى منصب زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي، ثم تصبح عام 2005، أول امرأة تتولى منصب المستشارة الألمانية.

ودرست أنغيلا الفيزياء في جامعة ليبزيغ، وحصلت على شهادة الدكتوراه عام 1978، وعملت خبيرة في الكيمياء بالمعهد المركزي للكيمياء الفيزيائية، التابع لكلية العلوم من 1978 إلى 1990. وتتقن ميركل اللغة الروسية أيضًا.

واحتفظت أنغيلا ميركل بلقب زوجها الأول، أولريخ ميركل، الذي انفصلت عنه عام 1981، وهي متزوجة حاليًا من جواكيم ساور، وتشترك مع زوجها في هوايتها الوحيدة وهي الشعر الغنائي، كما أنها تحب الطبخ، وشغوفة بمُشاهدة مباريات كرة القدم، وتراها جديرة بتسويق صورة ألمانيا في العالم. واعترفت المستشارة الألمانية بأن لديها رغبة سرية في أن يكون لها برنامج حواري تليفزيوني خاص بها. ونسبت صحيفة راينش بوست الألمانية لميركل القول: "أتمنى أن افعل ذلك، استضافة برنامج حواري بالإضافة إلى العمل كمستشارة."

وتقول ميركل في تصريحاتها القليلة بشأن حياتها الخاصة إنها عاشت طفولة سعيدة مع أخيها ماركوس وأختها إيرين، وإنها اختارت دراسة الفيزياء لأنَّ الحكومة الشيوعية في ألمانيا الشرقية وقتها، كانت تتدخل في كل شيء باستثناء "قوانين الطبيعة".

وفور سقوط جدار برلين عام 1989 انضمت أنغيلا ميركل إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، وعينت في حكومة هلموت كول وزيرة للمرأة والشباب، ثم وزيرة للبيئة والسلامة النووية. وفي انتخابات عام 2005، فازت ميركل بفارق ضئيل على المستشار، غيرهارت شرويدر، وبعد التحالف بين "المسيحي الديمقراطي" و"الاجتماعي الديمقراطي"، عينت ميركل أول مستشارة في تاريخ ألمانيا، وهي أيضاً أول مواطنة من ألمانيا الشرقية تقود البلاد بعد الوحدة. وأعيد انتخابها لفترة ثانية عام 2009، ثم لفترة ثالثة عام 2013.

وأطلقت عليها الصحف والمجلات العديد من الألقاب منها بينها السيدة الحديدية، لمواقفها الصارمة ومنهجها العلمي الجاف مُقارنة بالعمل السياسي التقليدي، وصنفتها مجلة فوربس الأمريكية أقوى امرأة في العالم نظرًا لبقائها في الحكم مدة طويلة ولنجاحها الاقتصادي الباهر وصمود ألمانيا أمام الأزمة الاقتصادية العالمية، التي أصابت أغلب دول أوروبا بالركود، وكادت أن تودي بأخرى إلى الإفلاس.

وفاجأت المستشارة الألمانية العالم عندما فتحت حدود بلادها لجميع اللاجئين عندما اشتدت أزمة المُهاجرين الهاربين من الحروب والمجاعة نحو أوروبا، ومقتل الآلاف منهم في البحر الأبيض المتوسط.

ولكن صورة ميركل مختلفة في دول مثل اليونان وإسبانيا وإيطاليا، إذ تصفها وسائل الإعلام هناك بالشدة والتجبر، لأنها فرضت، من خلال الاتحاد الأوروبي، على هذه الدول إجراءات تقشف مالية صارمة، عانت منها طبقات اجتماعية واسعة.

تعليق عبر الفيس بوك