تبعات خماسية الكلاسيكو

 

حسين بن علي الغافري

انتهت قمة الكلاسيكو الإسباني بين برشلونة وريال مدريد بتفوق واضح لبرشلونة على غريمه التقليدي وصلت إلى خمسة أهداف. ولعل الحدث الذي كان سيضاعف جمالية اللقاء هو تواجد أفضل نجمين في العالم خلال السنوات العشر الأخيرة: ميسي ورونالدو، لكننا افتقدناهما.

البرتغالي اختار قميصاً آخر بعيداً عن الملكي بينما ميسي تعرّض لإصابة في يده منعته من مشاركته. عموماً كان ممتعاً مشاهدة مباراة بدونهما على الأقل لمعرفة كيفية انسجام اللاعبين ومدى قدرتهم الفنية في ترجح الكفة. وتبدو الظروف التي سبقت القمة متشابهة نسبياً ولو أن ترتيب برشلونة في الصدارة واستضافته للمباراة يجعل كفته هي الأرجح. ولو أن حسابات الكلاسيكو لا تعترف بمراكز الجدول أو الأداء المسبق خلال المباريات السابقة. في الكلاسيكو تعودنا على مباراة مثيرة تنافسية إلى حد بعيد ومجال التوقع صعب. لكن مع هذا فالريال يمر بمرحلة تخبط واضحة على الجميع مع مدربه لوبتيغي. الفريق بعد ثلاثة مواسم تصدر فيها القارة الأوروبية متوقع أن يمر بمرحلة تراجع. أضف إلى ذلك أن نجمه الأول رونالدو كان يشكل ثقلا كبيرا في الخيارات الهجومية.

المباراة انطلقت بتراجع كبير للريال وبأداء أكثر من جيد لبرشلونة وهو ما عجّل بالتقدم المبكر والمريح للنادي الكتلوني. الريال افتقد الانسجام والضغط على حامل الكرة.. الحلول في التقدم كانت مفقودة وتأثير غياب الظهير الأيمن كارفخال يبدو ثقيلاً. ناهيك عن عشوائية واضحة في إخراج الكرة من الشق الدفاعي. في المقابل ساهم في نجاح النادي الكتلوني ثقل خط المنتصف بتواجد بوسكيتس وآرثور وراكتتش ورافينها وكوتينهو.. إتزان المنتصف خفف أعباء كثيرة يعاني منها الشق الدفاعي، كذلك اختراقات آلابا في الجانب الأيمن الذي يعاني منه ريال مدريد ساهم بفتح بإعطاء حلول كبيرة. برشلونة بغياب ميسي كان أكثر جماعية وتأثيره تعامل معه فالفيردي بشكل جيد.

المباراة وتبعاتها لن تنتهي بعد صافرة الحكم، الثقة في لوبتيغي وقيادته لريال مدريد تبدو في أسوء مراحلها ومسألة تغييره واردة جداً، ولو أنني شخصياً لا أرى أن المسؤولية تعود إليه بشكل كلي. الفريق لم يجدد عناصره بأسماء يمكن التعويل عليها، شاهدنا محاولة الريال تغيير النتيجة في أول نصف ساعة من الشوط الثاني ولو كان يملك مهاجما من طرازا مميزا لاستثمر ثلاثة أو فرصتين من تلك الفرص التي لم يوفق فيها الفرنسي بنزيما. ليس الجانب الهجومي وحده الذي بحاجة إلى انتدابات وحتى وسط الميدان والدفاع لابد من بدلاء يستطيعون تعويض الفريق الأساسي. الريال بهذه الصورة لن يذهب بعيداً في المنافسة المحلية والأوروبية ولو استبدل مدربه، فكما ذلك ليس العلة بالمدرب بشكل كلي. في المقابل النتيجة العريضة لبرشلونة ستخفف الضغوط على فالفيردي وثقة الجمهور في قيادته للفريق. بعد مباراتين كبيرتين أمام إنتر الإيطالي والكلاسيكو نجح نجاحا مبهرا بدون النجم الأول ميسي. ما يعني أنّ المدرب تمكن من سد الفراغ. برشلونة محلياً لا يبدو يواجه صعوبات مع كل من استلم زمام الدكة الفنية، التقييم الأبرز هو في البطولة الأوروبية.. نجاح المدرب من عدمه يُقاس هناك بشكل كلي. أمّا الدوري والكأس ففي آخر عقد من الزمن تقريباً كل من قاد برشلونة حققها بسهولة.

 

 

 

HussainGhafri@gmail.com