أنتَ سمائي وأنا قمرُ عتمتك

رنيم أبو خضير | الأردن


هذا جسدي الشاغر خذه معك
إن كنت تريد
خذه في حضنك كأني طفلك الناجي من الغرق

هذه أصابعي الحزينة اعزفني نايا
إن إردت النجاة

هذه المدينة الخاوية بدونك
الحم جسدينا
لنحيا
ليموت الهجر ما بيننا
وينكسر قدر التعب الذي نأكله على مهل
.. بالبعاد.

اهدر القرب جدا
واركض إلى نجاتك من الوحدة التي تقتات على قلبك كمرض خبيث.

تعال
هذه قهوتك اشربها من عيوني
تذوق مرارة أيامي بدونك
حلق بجناحي قلبي
بحبك
إليّ
أنا قفصك الأخير
ومثواك

اسهر على ضوئي هذا
أنت سمائي
 وأنا قمر عتمتك

افتح بابك الموصود نصفه
افتحه لأعبر إليك كلي
لنتشابك بكلينا بلا انفكاك
بلا انقطاع ولا مهرب

هذه المدينة الشاغرة معك
اعبرها إن كنت تريد
هذه بلادك الأبدية اسكنها إن كنت بلا  موطن
هنا طريقك الخاطئ والصحيح
اسلكه بلا سبب
بلا رجعة
ولا نفور
ولا ملل

هنا أرضك المتعبة اسقها ماء الحياة من جديد
هنا تسكن الجميلة النائمة
أيقظها من أحلامها
كن حقيقيًّا ولو لمرة واعبر منها إليها
هنا تخمد براكين ملتهبة تتوقد بلمستك
أشعلها لتدفأ شتاء مفتوحة صنابيرها
لتدفأ بالقرب..

هذا جسدي
هذا جسدي
الشاغر لك وبك
.. خذه.

تعليق عبر الفيس بوك