وأنت لها صلاة لـ"د. ريم الخش"

...
...
...
...

 
صدر عن دار السكرية ديوان جديد للشاعرة السورية المخضرمة د. ريم سليمان الخش، المقيمة في العاصمة الفرنسية باريس ويضم مجموعة من القصائد العمودية التي تحيي بها الكلاسيكية العربية التي خفت ضؤها في ظل سيطرة النثر على المدونة العربية وتراجع مساحات النشر للعمود الشعري والبلاغة العربية القديمة التي مازلت تتصدر واجهة الحداثة رغم ما تواجهه من غبن لحساب قصيدة النثر .. يتميز شعر ريم الخش بقدرة كبيرة على استدعاء الموروث المندثر إلى ساحة القصيدة العربية؛ فالصورة غضة طريفة تمتح من معين المخيلة، وتتنوع بين الصورة البسيطة والمركبة والمعقدة، وعلى المقلب الآخر تنحت الشاعرة عمودها اللغوي من القاموس المتجدد للقصيدة العربية، وتستخدم خاصية الانزياح الدلالي، وفي جانب التجربة الشعورية تنثال العاطفة من تجربة واقعية تقض المضاجع، وتقدُّ كلماتها من المعجم الدلالي، وتغوص في بحر النغم وتعزف موسيقى النص على جراح الغربة والاغتراب.. ومن قصائد الديوان نقرأ لها:
(1)
ليس إلاه راحما قمْ تقرّبْ ..
........................
هي دنيا خليعة بك تلعبْ
تُرْضِعُ الودَّ بعدها تتقلبْ!
//
تمنح الحبّ ومضةً ثم يخبو
يتوارى بلحظةٍ منك يُحجبْ!!
//
أيّ لؤمٍ بقلبها حين تُهدي
ك نزيفا ومن دمائك تشربْ!
//
في هزيعٍ من الهشاشة تبقى
واجتراعٍ لسمّها ال..ليس ينضبْ!
//
أيّ وهمٍ مخادعٍ حين تصبو
لتمنّي وصالها وهْوَ خُلَّبْ!
//
تتعرى بإثمها اللامبالي
لك تبدو شهيّة تتقرّبْ
//
في كمينٍ مغرِّرٍ بك تلهو
تترجى نعيمها تتعذّبْ!
//
تهبُ القلبَ منحة ثم تقسو
أيّ عهرٍ بحضنها أيّ مقلبْ!!؟
//
في اضطراب وحرّقة رحتَ تشكو
رمية النرد أنت لا شيئَ أصعبْ!!
//
بيدقٌ من خداعها كيف تنجو؟
تنزفُ العمرَ زُلفةً ثمّ تُصلبْ!
*
فتمرّدْ وانزعْ حبالك تسلمْ
ليس إلاه راحما قمْ تقرّبْ

 (2)
يداه على كفِّ السحابِ وقد هلَعْ
يخافُ جفافا في الحقول إذا انقطعْ!
//
يخافُ لهيبَ الشمس يوم قدومه
تضيقُ بها الأجواء مشيا بمرتفعْ
//
يريدُ يدا تحنو عليه وبلسما
يكون بها الأقوى ويحيا بمتسعْ
//
يُقيمُ على مجرى الزمان بحلمه
يعبئ عُمرا قد تصحّرَ وانصدع
//
يرى نرجسا بين الدروب مخبأً
فيوحى له أنّ البهاء من الخِدَعْ
//
كأنّ اصفرار اللون قد خالطَ الأذى
ومانرجسُ الأهواء إلاّ من البِدَعْ
//
كطفل حبا يزهو بروضٍ مزهّرٍ
ومن شوكه الدامي يصيحُ من الوجعْ
//
حبيبته كانت كزهرة لوتسٍ
على ضفة الأحلام تنمو بلا فزعْ
//
توشحَ فيها الحبُ ثوبَ فضيلةٍ
وخالطت الألوان نورا بها لمعْ
//
وفيها انطباع الشعر لون خرافةٍ
كعشقٍ (لفان كوخٍ )به أذنه قطعْ!!
//
لها في تلافيف الدماغ فراشة
تهيمُ على وقعِ الضياء إذا لمعْ
//
ترفرفُ في لوحات (مونيه) سعيدة
تعانق أفق الرسم شعرا قد انطبعْ
//
تقيمُ على ماء الشعور برعشة
تلامسُ ضوء النهر عشقا لها سطعْ
//
فتدرك أن الكون من فيض قبلةٍ
وأنّ شعور الحب روضٌ ومنتجع
//
لتعزف ألحان الحروف قصائدا
وتترك نورَ الشمس يلهو بلا شبعْ
//
ستهواه قال البحر للشط مرّة
وقد لامس الموجُ القلوبَ بها اجتمعْ
//
وللموج آذانٌ إلى النبض تهتدي
فلا قصةٌ بالقلب إلاّ بها اطلعْ
//
يُحدِثُ عن شعرٍ (لرامبو) ويقتفي
مع الغيم دمعا في القصيدِ وقد خشعْ
//
فلا منطقٌ بالحبّ إلاّ اضطرامه
براكينَ تكوي الروح كيّا ولا تدع
//
عجيبٌ هيام الروح حين اشتعاله
يُقيم على الفن الطقوس بلا ورعْ
//
ولو أنّ تلك الروح تبقى حبيسة
بجسم به تحيا وما حققَ الشبع!!!
//
تمنيتُ لو أني فتاه وسيفه
فلا يقتفي دربي الحسودُ بما خدع!
//
على غيمة يبقى يُناجي هطولها
ومازال للعشاق غيمٌ ومرتفعْ!!
....................................................
كلود مونيه : قائد المدرسة الانطباعية بالرسم فان كوخ: رسام شهير من المدرسة الانطباعية قطع اذنه لأجل حبيبته رامبو شاعر فرنسي عبقري عشق الشاعر فيرلين أمير الشعراء الفرنسيين الذي أطلق عليه النار حين قرر الرحيل وسجن بعدها....

تعليق عبر الفيس بوك