"عقاب"


يوسف شرقاوي | دمشق


وصَرَخَ بينما توضَع عنقُه في المقصلة:
أيّها الأصلَم
اسمعِ الصوتَ قبلَ أن ترى الضوء
ففي كلِّ بؤرةٍ من نور يقبعُ ظلامٌ دامس
وقبل أن تفرح بالسيل
تحضّر للقحط
وقبل أن يورِد جملُك روِّضْه على العطش
فكلُّ من يرتوي مرَّةً يعطشُ مرّات
وقبل أن تسقي زهرتَك نبّئها بالذبول
فأيّ شمسٍ تأفل مباغتةً لا تُنير
وأيّ قمرٍ يستجدي نوره من نظيرٍ له
ليس رمزاً لعاشقٍ يتغنّى
وقبل أن تشبّب بالشادن
اعرفْ أنّه يتخلّى عن أمّه
وقبل أن تركبَ الخيل
تأكّد من حزنِه
كي لا يلفظكَ مع دمِ الفرح من أنفه
وقبل أن تجذّف
راقبِ الموج
وقبل أن تبلعَكَ المحارة
تخيّل اللؤلؤة
ولا تتطهّر من حزنِك
فالفرحُ يُباع في الليل ويُسلَب في الصباح
وحين تسعى وراء عيشِك
اربطْ نعلَك في آخر الطريق
فالطرق تختفي على حين غرة
ولا تجزعْ من جرحك
إذا ما صنع ندبةً في لحمِك
فهو حكايةٌ ترويها في هزيعك الأخير
واوقِد الشمعَ دون أن يلسعَك
تأمّل الفتيل المنطفئ
فهو سنيّ عمرك
ولا تسرقِ الأملَ من فمِ الانتظار
كي لا توضَع مكاني
في مقصلة الخيبة.

 

تعليق عبر الفيس بوك