صالح علي | سوريا
الشعرُ يشهدُ والأقلامُ والكتبُ
والصبحُ والليلُ والأفلاك والسحبُ
//
بأنَّ حبّي صافٍ ما به كدرُ
وأن حزنّيَ قد طافت بهِ النُجبُ
//
وكيف يطربُ محزونٌ به ألمٌ
و بحــر أدمعهِ يجري و ينسكبُ
//
كيف الوصال إلى ليلى وقد بعدت
مثل النجوم لها في النأي منقلبُ
//
كيف الوصال وأبوابٌ لها غلقت
وكلُّ أرض بها الأحباب تنتهبُ
//
ودَّعتها ورجوت الموت يأخذني
عند الفراق وجوف القلب يلتهبُ
//
وما تمتع أحداقي برؤيتها
من الفراق وكم من صحبة ذهبوا!
//
مادام ظلمك يا ليلى يعذبني
فليهنك الظلم إنَّ القلب منطربُ
//
ما دام قلبك يا ليلى سيذكرني
فلينسني الناس والأصحابُ والنّصبُ
//
ما إن رأيتك مثل البدر باسمة
ونور وجهك قد لاحت به السحبُ
//
حتى سقطت قتيلاً دونما ألمٍ
قتيل لحظٍ طغى في قتله الهدبُ!
//
كيف الخلاص وفي عينيك أمنيتي
وكلُّ شخص لخير القوم ينتسبُ
//
وكم تمايل غصني في الهوى لعبا
ما إن ذكرتكُ والأعضاء تنتحبُ
//
وكيف يذبل دمع العين يا أملي
وماء قلبك في الأشلاء يختضبُ
//
حتّى إذا اهتزّ غصن الشوق في كبدي
تساقط الشعرُ درًّا صاغه العتبُ
//
إنّ القصائد مثل السربِ أرسلها
إلى الحبيب سراعا وهي تنتدبُ
//
قالوا لليلى بأنّي سوف أنسحبُ
من الغرام وكيف الصَّبُ ينسحبُ!
//
كيف الهروب وفي أحداقها وطنٌ
وأرضها الخيرُ، لا يلفى بها التعبُ
//
لولاك ليلاي ما هيجت قافيتي
وكلُّ شيءٍ له من ذكركم سببٌ
//
وفي وصالك كم يحلو النسيم وكم
بذكرك القلب يحيا وسطه العجبُ
//
إن كان قلبي بالآهات ذا تعبٍ
ما إن أراكِ يزول الهم والتعبُ
//
ما أصعب الحبُّ والأحباب في وطن
وأعين الشوق للأحباب ترتقب
//
غاب الأحبة فالأشواق تائهة
كالنازحين لأرضٍ كلها عربُ!!