شذى.. اللبان

 

أسماء بنت غابش الخروصية

لبان:

دخل اللبان وأقبل بشذاه ورائحته الجميلة، وبمسماه اللباني الأصيل، فلبان من ظفار وإليها اسم على مسمى. لم يخلف وراءه أضرارا ولله الحمد والمنة، إن الأمطار والمياه التي غمرت محافظة ظفار، وأجزاء من محافظة الوسطى هي نعمة ومنة من عند الخالق فهذا المخزون المائي الحيوي الذي سببته هذه الأمطار، وسابقتها تحتاج إليه المحافظة كمخزون مائي استراتيجي للسنوات القادمة، كما يؤثر تأثيرا مباشراً ليواكب النمو العمراني والسكاني والاقتصادي والسياحي في المحافظة.

شيابنا ومواسم الأعاصير..

من أحاديث شيابنا الجميلة، عن مواسم النجوم إنّهم كانوا يستخدمون وسائل بسيطة، ويعتمدون على النجوم لمعرفة المواسم التي تحدث فيها مثل هذه الأعاصير في الشمال أو الجنوب؛ وإلا كيف سافروا إلى شرق آسيا وأفريقيا، ومما نسمع من مسمياتهم لهذه الأعاصير.. نجم الخماسين، والشلي، ونجم الأكيذب في الجنوب وغيرها من المسميات القديمة، ويحوم النجم الأخير حول نفسه ولا يبرح عرض البحر حتى يهدأ روعه وهو هنا في عمان قد خرج بأحلى روائح اللبان.

دروس مستفادة..

إن ما شهده قطاع الأرصاد الجوية في السلطنة طوال السنوات الماضية وليس انتهاءً بالمركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة ويعتبر الأول من نوعه في المنطقة، لهو مفخرة لكل عماني وحتى خليجي وعربي من حيث إنه أصبح يضاهي المراكز العالمية من حيث تجهيزاته ومعداته ومرافقه وكفاءة العاملين فيه. والأداء الاحترافي عند الأزمات ونتيجة خبرات متراكمة، والعمل بروح الفريق، فيما فريق المؤسسات الحكومية في التعامل مع الأنواء المناخية المختلفة، وبكل نظام وانتظام وفق خطط معدة واستراتيجيات تضمن نجاح العمل.

أصبحت السلطنة بعد هذه االخبرات المتالية في التعامل مع الأنواء المناخية منذ جونو وقبله وليس انتهاءً بلبان وبما سيأتي بعده... تمثل بيت خبرة في هذا المجال.. وعلى محيطها الخليجي والعربي والإقليمي، كل ذلك وبقدر ما يمثله من فخر ونجاح، يدعو الجميع إلى بذل المزيد.. من أجل الارتقاء والإجادة للمحافظة على هذا المستوى المتقدم، وأخيراً ها هو الشتاء أقبل بعد طول انتظار الأمطار الشتوية. جاءت متزامنة بعد عبق رائحة اللبان الظفاري، وملأ البيوت والأماكن برائحته الجميلة. فهنيئا لظفار أمطارها، وهنيئاً لعمان جميعها أمطار أخدود الصيب التي أمتعتنا بعد طول انتظار.

تعليق عبر الفيس بوك