سِفْر الخيبة .. إلى صديقي حسام سالم



جميل الجميل | العراق
(1)
(إهداء)
إلى صفّارات الهواء وهي تطحن أوجاعنا!
إلى النازحين وهم ينتظرون من الخيمات أن تدحس في أفئدتهم الخيبات.
إلى شهداء العراق المظلومين.
إلى مكتبتي التي أحرقها تنظيم (داعش).

(2)
(سِفْر الخيبة)
بحثتُ عن سفر الالوهية في منفانا
كنتُ أجمع القهر من سلّة المهملات
وفجأة رأيت صورا ممزقة من تأريخنا
حفظت كلّ شيء،
 حاولت أن أرتّبها، كانت مجعدة جدّا كتفاصيل أجسادنا
*****
يا صديقي
وحدك رأيت الذين رووا أسفارنا
وحدك رنّمت للمصابين بالعيد
كنتُ معك حين جمعنا وجوهنا في (بعشيقة)*
وانتظرتنا مثلما تنتظر الأم غريقها أن يعود
*****
صرنا نتعامل بالأرقام القليلة حتّى صفّرنا المنفى بوجعه
وصرنا نستمع إلى (أم كلثوم) كأن العمر يطير بنا
نتمنّى أن نكون في السبعين من وجعنا
نتمنى أن ننام دون سواعدنا
أو رؤوسنا
*****
كنتَ ملاذا يحفظني من التواء النارنج
كنت شجرة تُثمرني وأثمرها
كنت نهرا يتوسّد مقل الأرض
*****
أينك لتبحث عنّي وأنا أهرب من سلّة المهملات
أينك لتُخفي أوجاعي التعيسة
وأنت تقول لي
( عاشكَين أحنه وهوينه )*
صرنا نخاف التقرّب من النخلات التي زرعت رحيقنا وبياضنا وهطولنا
صرنا نهرب من أنفسنا لنبحث عن تأشيرة هاربة
لم يتركوا لنا من الطعام ما يقينا من بردنا
لم يتركوا حنايانا وهي تقايض ديمومتنا
*****
هذه الأرض تثير شهوتهم
ونحن نتحاشى أن ندوس على آثارهم الرثّة
يا صديقي
هذه السعادات التي تنتهي بأسمائنا قد صارت تبحث عن وطن أيضا !


هامش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(بعشيقة) : مدينة تقع في محافظة نينوى.
(عاشكَين احنه وهوينه) : مقطع من أغنية حاسبينك التي يغنيها فاضل عوّاد

 

تعليق عبر الفيس بوك