أردوغان: تحميل المسؤولية لرجال المُخابرات فقط ليس مطمئنا

"من أسفل السلم إلى أعلاه".. تركيا تطالب السعودية بالكشف عن كافة المتورطين في "اغتيال خاشقجي"

 

 

أنقرة - رويترز

رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس محاولات الرياض تحميل المسؤولية عن قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي "بطريقة وحشية" لضباط مارقين قائلا إن الشخص الذي أمر بقتل الصحفي البارز يجب أن "يحاسب".

وقال أردوغان في كلمة أمام البرلمان عن القضية التي أثارت غضبا عالميا "إن بعض المعلومات المتوفرة لدى أجهزة الأمن والاستخبارات والتي هي تحت التقييم تؤكد على أن هذه القضية كانت مخططة.. إن محاولة إلقاء اللوم على عدد من رجال الأمن والمخابرات لن يكون مطمئناً لنا ولا للمجتمع الدولي". وأضاف "نطالبها بالسعي إلى الكشف عن كافة المتورطين في هذه القضية من أسفل السلم إلى أعلاه".

ولم يذكر أردوغان، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يشتبه بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي بأنه من أصدر الأمر بالقتل. لكنه قال إنّ تركيا لن تنهي التحقيق في قضية خاشقجي دون الوصول إلى إجابات لجميع الأسئلة وإبلاغ تركيا بهوية متعاون محلي تقول الرياض إنه تخلص من الجثة. وقال أردوغان أيضاً إن مكان جثة خاشقجي لم يعرف بعد وإنه طالب السعودية بالكشف عن هوية "متعاون محلي" قيل إنه تسلم الجثة.

وقد تزامن حديث أردوغان مع افتتاح مؤتمر للاستثمار في السعودية قاطعته شخصيات سياسية غربية ومصرفيون دوليون بارزون ورؤساء شركات بسبب الغضب الذي أثاره قتل خاشقجي.

واختفى خاشقجي، كاتب المقالات في صحيفة واشنطن بوست وهو من المنتقدين بشدة لولي العهد السعودي، قبل ثلاثة أسابيع بعد دخوله القنصلية السعودية للحصول على وثائق لزواجه المقبل.

وذكرت قناة (سي.إن.إن ترك) أن المحققين الأتراك عثروا على حقيبتين تحويان المتعلقات الشخصية للصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي خلال تفتيش عربة تابعة للقنصلية السعودية في إسطنبول. وقال شاهد من رويترز إن فريقا سعوديا كان يُرافق المحققين الأتراك الذين أجروا التفتيش في مرآب السيارات الذي عُثر فيه على العربة في حي سلطان غازي بإسطنبول.

ويعتقد مسؤولون أتراك أن خاشقجي قُتل عمدا داخل القنصلية وتم تقطيع أوصاله على يد فريق من السعوديين. وتقول مصادر تركية إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا قيل إنه يوثق مقتل خاشقجي (59 عامًا) داخل القنصلية. ولم يذكر أردوغان في كلمته أي تسجيل صوتي.

ونفت الرياض في بادئ الأمر أي علم لها بمصير خاشقجي ثم أعلنت عن مقتله في شجار داخل القنصلية. وأبدى العديد من الحكومات الغربية تشككه في الرواية السعودية مما أدى إلى توتر العلاقات مع أكبر مصدر للنفط في العالم.

وقال أردوغان إن ثلاثة أفراد وصلوا إلى إسطنبول في مهمة استطلاعية فيما يبدو قبل يوم من مقتل خاشقجي. وفي اليوم التالي وصل 15 شخصا إلى القنصلية. كان بينهم خبراء من أجهزة الأمن والمخابرات والطب الشرعي وأعطي موظفو القنصلية ذلك اليوم عطلة.

وقال أردوغان "لماذا تجمع هؤلاء الأشخاص الخمسة عشر في مدينة إسطنبول ليلة ارتكاب الجريمة؟ نحن نريد الإجابة عن هذا السؤال. وهؤلاء لماذا أتوا إلى هناك وبناء على تعليمات من؟"

ولم يرد ممثلون عن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية على الفور على طلب التعليق على تصريحات أردوغان.

وفي أعقاب الغضب العالمي بسبب اختفاء الصحفي، تراوحت تعليقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتصريحاته بين ما بدا أنه تهوين من دور الرياض في الواقعة إلى التحذير من فرض عقوبات اقتصادية محتملة. وأكد ترامب مرارا أهمية المملكة كحليف وقال إنَّ الأمير محمد من القيادات القوية المتحمسة. وتحدث ترامب مع الأمير محمد بن سلمان يوم الأحد. وقال للصحفيين إن لديه فرقا في السعودية وتركيا تعمل على القضية وسيعرف المزيد عنها لدى عودتهم إلى واشنطن.

وقال مصدران مطلعان لرويترز إن جينا هاسبل مديرة المخابرات المركزية الأمريكية توجهت إلى تركيا يوم الإثنين للعمل على التحقيق في مقتل خاشقجي.

وبينما كان أردوغان يلقي كلمته انضم مئات المصرفيين ورؤساء الشركات للمسؤولين السعوديين في فندق بالرياض لحضور مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار وهو مؤتمر سنوي يهدف إلى جذب مليارات الدولارات من رأس المال الأجنبي في إطار إصلاحات لإنهاء اعتماد المملكة على إيرادات صادرات النفط.

وتراجع أكثر من 24 من المتحدثين البارزين عن المشاركة في المؤتمر في أعقاب الغضب الذي أثاره قتل خاشقجي. ويرى العديد من المستثمرين احتمال أن تضر القضية بعلاقات الرياض بالحكومات الغربية.

ورغم الغضب تقول المملكة إنها تتوقع إبرام صفقات بأكثر من 50 مليار دولار في أول أيام مؤتمر الاستثمار في قطاعات النفط والغاز والصناعات والبنية التحتية مع شركات مثل ترافيجورا وتوتال وهيونداي ونورينكو وشلومبرجر وهاليبرتون وبيكر هيوز.

تعليق عبر الفيس بوك