سلطان البلوشي: تراجع مستوى حراس المرمى ظاهرة "مقلقة".. والحلول تكاملية

الرؤية - وليد الخفيف

تراجُع المستوى الفني لعددٍ من حُرَّاس المرمى، كان أبرز ملامح الفترة الأخيرة من دوري عمانتل لكرة القدم؛ فالأخطاء التي ارتُكِبت لا تُعبر عن انتماء بعضهم لأندية النخبة.. المحاضِر الآسيوي لحراس المرمى الدكتور سلطان البلوشي، أكد أنَّ تراجُع مُستوى الحراس ظاهرة تستدعي التدخُّل السريع لعلاجها، واتخاذ الإجراءات والتدابير الفنية والإدارية التي تَضْمَن رفد المنتخبات الوطنية بحُرَّاس متميزين من طراز علي الحبسي وفايز الرشيدي.

البلوشي خلال حديثه لـ"الرؤية" حدَّد عِدة حلول فنية وإدارية لعلاج المشكلة التي وصفها بالمتفاقمة، مُضيفا بالقول: الأخطاء في كرة القدم واردة، لكن فى مركز حراسة المرمى الخطأ مُؤثر، ويدفع ثمنه الفريق بأكمله، لا سيما إذا كانت ساذجة كالتي حدثت في الجولات الأخيرة؛ الأمر الذي يحول الثقة إلى كابوس، فباتت أخطاء الحراس كوميديا سوداء في دورينا. وأضاف: بات حامي العرين يعيش وسط هجوم جماهيرى قوي، فأصبح الحراس مادة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لذا فاستعادة الثقة أهم خطوات تصحيح المسار، فكل اللاعبين داخل الميدان يمكن تلافي أخطائهم، إلا حارس المرمى.

ومضى قائلا: حراسة المرمى موهبة تتطوَّر بصورة متنامية مع التدريب العلمي المعزز ببرنامج زمني دقيق مُستند إلى قواعد وأصول علم التدريب الرياضي. التدريب يمكن أن يصنع حرَّاس المرمى. الموهبة وحدها لا تضمن استمراريته في مستوى ثابت.. الضمانة الوحيدة هي المران تحت قيادة مدرب متخصص متطلع ذي خبرة، لا سيما إذا كان الحارس يدافع عن ألوان منتخب بلاده. وزاد بالقول: هناك حراس كثر صنعهم التدريب والمثابرة والاجتهاد مع قليل من الموهبة. أما إذا التقتْ الموهبة مع العمل الجاد فثِق أنك بصدد حارس عملاق.

وأكَّد البلوشي على أنَّ السلطنة زاخرة بالمواهب على مستوى حراس الرمى، مُؤكدا أن قيمة المدرب ومستواه الفني يُحدِّدان بشكل كبير مستوى الحارس الذي يخضع لمرانه. وألمح إلى التشكيك في المعايير المعمول بها في اختيار مدربي حراس المرمى، داعيا لوضع شروط ومعايير اكثر دقة وشفافية كي تفضي إلى نجاحات على مستوى هذا المركز. وأشار البلوشي إلى أنَّ كل نادٍ بحاجة إلى مُدرِّب حراس متخصص، ومن خلال متابعة للأندية أكد أن بعض مدربي حراس المرمى يُعانون من ضعف عام في تقديم أساسيات حراسة المرمى، وفي تدريبات التكتيك، وسبل رفع درجة التركيز وترقية رد الفعل وتنمية التوافق العضلي العصب.

وتابع: الأندية بها خامات جيدة لحراس على مستوى عالٍ تتوافر بهم المميزات البدنية للحراس، لكنهم يخضعون لوحدات تدريبية ضعيفة ذات نسق متباعد غير منضبط.

وبمعرض إجابته عن مدى قيام مدربي حراس المرمى بدورهم؟ أفاد: بكل أسف هناك عدد من مدربي الحراس يُؤدون التدريبات اليومية من أجل التدريب فقط، ولا يهتمون بمعالجة الأخطاء التي حدثت في المباريات السابقة. بعضهم لا يعرف كيف يعالج الأخطاء والبعض الآخر يتجاهل ذلك، ويمضي في تدريبات يومية اعتيادية دون أن يفرق بين الأخطاء الفنية والمهارية والذهينة، متجاهلا تصحيح مسار التمركز والتوقيت.

وعن الحلول التي يراها ناجعة لتطوير مستوى حراس المرمى، قال: لا بد من تأسيس لجنة معنية بتطوير حراس المرمى تتبع الإدارة الفنية في اتحاد كرة القدم. نحن بحاجة ماسَّة إلى توفير مدربي حراس مرمى أكفاء لصقل تلك المواهب وتقديمها للأندية لتعود بالنفع على المنتخبات الوطنية المختلفة عبر فئاته السنية في المستقبل القريب.

ويرى أنَّ أفضل الحراس هم الذين يملكون قدرة التواصل مع المدافعين بشكل جيد، وأكثرهم تركيزا وقدرة على اتخاذ القرار في مناسب. وأضاف: أمتلك الكثير من الخطط التي تسهم بصورة كبيرة في تطوير حراسة المرمى، وترغيب اللاعبين في اللعب في هذا المركز، وبدأت بتطبيقها في ماليزيا، خاصة وأنَّ الخانة الآن فيها الكثير من النقص والندرة، ونطالب أولياء الأمور بالمساهمة معنا في إقناع اللاعبين وتشجيعهم على اللعب في حراسة المرمى.

وختم قائلاً: في ماليزيا، نعمل على إقامة مهرجانات كبيرة فقط لحراس المرمى، وتلقيت دعوات من رئيس الاتحاد الماليزي لكرة القدم FAM لتقديم مقترحات تصبُّ في صالح تطور حراس المرمى؛ ومنها: تخصيص جائزة في الدوري الماليزي لأفضل حارس مرمى حسب أسس معايير تقييم علمية وإحصائية بالأرقام... وغيرها من المقترحات التي اتمنى تطبيقها في الدوري المحلي.

تعليق عبر الفيس بوك