الفرح الوشيك


سوسن الغزالي - ألمانيا

أضاع بالأمس الطريق

لم يكن كافيا ما رششته من ماء الحكاية
لأبلل غبار الاقدار المتطاير تحت أقدام الذاهبين
في الزمن الجاف
فربما يصير الحطاب  .. اميرا
ويعيد للحياة أخطائها
كهدية مغلفة باشرطة من حرير.

لم  تلح لي النهايات المفرحة
حزينة حينها، كما هي الآن !

كان يوما
مكتظا بأبيض الكلام الممتد
خلف سور وحدتك  ..
كنت  أمشي طريق حزنك إلى آخره
واضمد جرحك النازف دمي الى آخره
"اغمضي عينيك" قلت لي :
و دعيني آراك ملء يدي ..
كي أصدق أنك انت و لست آخرى من خيالي المسافر  إلى أقصاك  !
كنت تتلذذ آخر مذاقات الفرح التي تضل ابدا على وشك التلاشي !
كان حضورك مظبوطا  بمواقيت  الغياب !!
وكان علي أن أنتظر !
و مقصات الانتظار تجز اعشاب قلبي !

كان علي ان ارتب لك جسد الليل سريرا واعطره ببخور الكلام  !
لتخلع عنك النهار و الجرح القديم !

أنت لم تغفر لي
حين استردت من وجهك وجهي   !
ومن رؤاك رؤاي !
لم تغفر  خوف النساء الكثيرات في دمي !
ولم تنتبه لهمومي كصغار القطط  تلتف حولي !
ولظل امرأة-  قتلت مرتين في حياتين سابقتين- يتبعني اينما ذهبت !   

امرأة
ترقص لموسيقا مرمية في الهواء
تغريها
الأرصفة وما عليها من غناء
وبقايا الأوقات المتروكة
دون انتهاء..
ومقاعد فرغت من أصحابها في المساءات
الباردة ..
ونظرة تعبرها كمقصلة   !
تشتهي لو تتشرد لتبقى وجه بلا اسم أو عنوان

امرة تعشق الموت و الفضة !
وحكاية ما قبل النوم !
ليست امرأة من خيالك !!

 

تعليق عبر الفيس بوك