كُن مُعلماً مُختلفاً

 

شيماء بدر **

** ماجستير الصحة النفسية- جامعة عين شمس

 

دائماً ما نري في مدارسنا المُعلم المُتجهم ذا السيطرة والهيبة الذي يرتعد منه طلابه والذي يكون حريصاً على بدء الحصة من الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة والتي يتخللها الدرس الذي يُكتب على السبورة ليُعلم به تلاميذه. ولكن ماذا لو كان هذا المُعلم مختلفاً على النحو الذي تم ذكره سلفاً؟ ماذا لو كان هذا المُعلم يعمل على تهيئة طلابه بشكل غير تقليدي؟

في الحقيقة إنّ الطفل لا يريد المُعلم بهذه الصورة فالطفل دائماً يريد من يتعامل معه بطفولة ولعب وترفع عن فارق الحجم والطول والعمر ودون الاحتياج للتجهم والصوت المُرعب لإيصال معلومة في غاية البساطة.

حضرت من قبل فيلماً هندياً تناولت قصته طفل يتعرض لبعض الصعوبات خلال عملية التعلم، الأمر الذي سبب له الكثير من المشكلات مما أدي بوالده لوضعه بمدرسة داخلية وهناك التقي الطفل بالمُعلمين من النمط المتجهم إلى أن حضر المُعلم الذي غير حياة هذا الطفل وجعله من طفل مكتئب فقد الرغبة في كل شيء لطفل سعيد مثابر ناجح. وما فعله المُعلم هو أمر في غاية البساطة فهو لم يتعامل بالشكل التقليدي بل كان نمطه اللعب والغناء وحتى الرقص وتدريج المهام الصعبة لمهام بشكل أيسر وابتعاده عن طرق التعلم التقليدية حتى تدارك الطفل صعوباته وتفاجأ الأهل بتحوّل طفلهم من طفل غير قادر على التعلم ومُفتعل للمشكلات لطفل يفتخر به كل من يراه.

الأغرب من ذلك أنّ هذا المعلم لم يهتم بالصورة الأولى التي سيرسيها لدى طلابه مثل المُعلمين الذين نراهم.. فعلى العكس تماماً فقد كان أول ظهور له لطلابه وهو يرتدي زي البلياتشو ويفاجئهم بالغناء والرقص معهم.

أستوقفني هذا الفيلم كثيراً حتى أنني كنت أتمنى لو يتم عرض هذا الفيلم إجبارياً على كل مُعلم في بلادنا فقط ليتوقفوا عن تناول الأمور التعليمية بالشكل التقليدي الذي لا يُجدي نفعاً في عملية التعلم.

فقبل أن نبدأ في خطو أول خطوة لتعليم الطفل يجب أولاً أن نعي المرحلة العمرية التي بها هذا الطفل. فالتعلم من خلال الحس والحركة فى المرحلة الأولى هو من أنسب طرق التعلم وأنجحها على الأطلاق فالطفل الذي تعلمه الأرقام بدلاً من أن تعلمه عن طريق كتابة الرقم وإملائه يُمكننا أن نعلمه من خلال تدريب حركي كأن يقفز خطوتين أو ثلاث خطوات لتدريبه على رقم اثنين وثلاثة أو أن يجمع ثلاث تفاحات من الوعاء والأمثلة التدريبية كثيرة لا حصر لها، فلم لا نترك الطرق التقليدية والتي لم تزد للطفل شيئا ونلجأ للتعلم بطرق يحبها الأطفال؟

لذا أوجه رسالتي لك أخي المُعلم: أنت قادر على أن تمنح أطفالك تعلما ينفعهم ويترك أثراً جميلاً في نفوسهم بدلاً من ترك مشاعر القلق والارتياب فى حال رؤيتك.

 

تعليق عبر الفيس بوك