على أرصفة الخريف


نبيه شعبو – سوريا


القناديلُ تعتصرُ النجوم زيتاً.....والعتم يجلد الحلم في أقبيته السوداء كي يعترف  بأنه كابوسي يقلق مضجع الحالمين......وعند الفجر يزبد الدمع في مآقي الامهات ليبلل حبيبات الزعتر فوق أرغفة القهر عروسةً  مالحة الطعم في حقيبةٍ مدرسيه .......أيلول بلحيته الصفراء يتسكع   بهيئة متسول على أرصفة خطا أطفالٍ يتّمهم غول الحرب فتعثروا بيده الممدودةِ .....تجمعوا حوله.....سألوا ماذا تريد..... قال : لقد ابتلع الحريق الأغصان ولم يبقِ ورقاً أصفراً لأخيطّ للخريفِ  ثوبهُ....والريحُ حرنت  في مهب  غُبار الحرب....قالوا له :هذه أوراق  نعي  أبائنا المهشمه فوق الجدران قد تكفيك ثوباً لخريفك......واصبر قليلاً...لملم زفير اهات القهر  علها تغدو ريحاً تنثر أوراقك في فضاءات اليباس....وأن عبرت غيومك خاوية المطر ....اسكب عليهاملح دموعنا علها تنجب المطر.....حدّقَ ملء عيونه الصفراء في وجوههم النحيلةِ وراح يبعثر حزنه في نحيب البؤس ماذا بعد ؟ قالوا:سننتظر دمنا كي يشب على قارعة الجراح مشبعاً بلون شقائق السهول نضمد أحلامنا علها تُشفى لتحملنا الى  وطن يتكئ على دم من رحلوا بلا كفن ...أما أنت فخذ ملء مزودتك من أعمارنا  واعبر.... لا تقف وسط دروبنا....لملمَ ما تسوله  وعاد ادراج الزمن نحو سكة السنين ....وصوت صفيره ارتحال في أودية تتشهى الضباب

 

تعليق عبر الفيس بوك