الليل قهوة مرة في قعرتراب


زهير بردى | العراق


دائماً وأنا أمضي وقتاً طويلاً في التحديقِ الى لاشيء أقلّبُ ذكرى امراةٍ نامتْ بين يدي بلا نعاس.  ترتعشُ بسهامٍ مبلّلة فيما يشبهُ جسداً يتقلّبُ في سريرِ رجلٍ. دائماً وأنا أمضي وقتاً لا أجلس فوق كرسيٍّ. فثمة برودةٌ من الارضِ تصعد الى سماءِ جسدي بعناقيد غيم
.....................
أنا شبه حياة أتمدّد في الليلِ كقهوةٍ مرّةٍ في قعرِ فنجان لم تذقهُ عرّافةٌ. بالتلفيقِ أمسكُ بجسدي أطويه على مقاسِ سريرٍ بلا امراةٍ. وفي النهارِ أنا بمصباحِ الروحِ أنيرُ جسدي وأفكّرُ .هل أنا وهمٌ حين تتقدّمني مخيّلتي؟  وأنظرُ الى السماء ولكي لا أجعلها زرقاء ببرود. أُزخرفها بالإناث وأرشّ عليها بياضَ جسدي
..........
في الطريقِ المؤدّي الى سراديب مقبرةِ القرية. ذهلَ الحارسُ صباح نبعٍ لنداءٍ يأتي من ميّتٍ قديم .وبذهولٍ أسرعَ الحارسُ وأدارَ جهازَ التسجيل. فبعثتُ فيروز باقةَ صوتِها لتريحَ  صمتَ أضرحة الموتى
................
في يدي ماءٌ. أنزلُ من مكانٍ أقيمُ فيه, سربُ ثلجٍ يتهادي الى خضرتي المبلّلة بالشمسِ, في يدي شرفةٌ تأوى اليَّ غالباً لرؤيةِ الضوء
...................
أرحلُ الى مكانٍ أنا فيه .الآنَ أكرّرُ شائعاتٍ وبما يناسبني من جهلٍ , أباطيلٌ كثيرةٌ تتبنّى سذاجتي. ينتابني كفٌّ متجعّد يستنزفُ ظلّي. الطواحينُ عبر الشارعِ الفرعيِّ تشيدُ لحظاتٍ بيضاء لي, أتمرّدُ مثل مجنونٍ وأنا أضحكُ على جسدي ,يهربُ منّي وأتفرّجُ على كعكةِ ميلادي, تسيلُ من فمِ عصفور
....................
تماثيلٌ تغادرُ الناس . ناسٌ تجيءُ الى مكانِ التماثيل
ليسوا غرماءَ يخرجونَ من مقهى لترويضِ الكلا م
وتخرجُ التماثيلُ الى مقهى لإغواءِ النساء , يا لشقاءِ حياة تجري الى أجمل وهمٍ. يا للتماثيل ذاتها  ولكن بشكلٍ آخر غير مفهومٍ. تقرأُ إنجيلَ الضوء
................
أستيقظُ أنا ويبدو من ضجري أنّي غير صالح للإستخدام .قوسي متوّترٌ وأحلامي تفطرُ معي. في راسي ماءٌ وأصابعي أوراقٌ تركضُ الى مائي
......................
حانَ لي أن أتلذّذَ  بهشاشتي وأبدّدَ إنخفاضي الشاهق, وأصعدَ بلذّةِ التاريخ طيشي وأسكبَ لفيفَ جمري في المرايا ,حان لي أنْ ألوذَ من شدّةِ الحبِّ بمأوى وأشمَّ القمرَ من ثقبِ عكّازتي
..............
هم يصنعون الهواءَ للطيران. وأنا أصنعُ النومَ لأحلمَ ,هم سقطوا وأنا إرتفعت
...............
احياناً يسألني أحدٌ. أخلعْ ثيابَك وأنا لا أخلعها لأنّه لا يبصر أكثر منّي. وأحيانا تسألني امراةٌ شبه عمياء أخلعْ ثيابك .أفعلُ لأنّ جسدي نصوصٌ تضيءُ بصرَ العميان

 

تعليق عبر الفيس بوك