أي خرابٍ سنترك


كوثر وهبي - سوريا


أتضاءلُ ، أنكمشُ
كحبة تينٍ
منسيةً في حقلٍ بعيد
 ك دودةِ الربيع
حين تستشعرُ خطراً ما ..

هذا الكلام لايعني أحداً
لكنني أفزعُ لفكرة أننا
نصغرُ كلياً بمرور الوقت ..
نذوي كدوامةِ ريحٍ ، ابتلعت
ما ابتلعت ، وتصاعدت تاركةً
خرابَ الأمكنة ، وذهولَ المعنى

أيُّ خرابٍ سنتركُ خلفنا ..!؟
ياالله .. أيُّ خرابٍ يسكننا !؟
بعدَ اندثارنا المحتوم ..
من سيكنسُ سطحَ الأرض
من آثار لعبنا السمجِ فيها
من سيلملمُ نثار البيوت المبعثرة
هنا وهناك ، ويعيدُ ترتيب التحف
والمزهريات فوق موائد الطعام
من سيعيدُ رسم الأزقَّةِ ، في الحارات
ويمسح كلَّ هذا الغبار
عن وجهِ المدائنِ المنكوبةِ بنا
من يشطفُ الدماء المسكوبة
هباءً فوق التلال..!؟
من يسقي ورود الحدائق
إن أدارت الأرضُ وجهها غضباً
واستبدلت جلدها لتنكرنا .. !؟
من سيقنعها
أننا احتربنا لأننا ظننا تجبُّراً
 أن الحقَّ معنا ، والحقَّ لنا ..!؟
لا شيء يكبرُ فينا سوى الأسى
نصغرُ ، نذوي ، نتلاشى
نصبحُ نقاطاً سوداء
نثقبُ جلدَ الأرض ونسقط قاعها
ك لا شيء كُنَّاه هنا
لا شيء كُنَّاهُ هناك ...
وحده الخرابُ باقٍ ..!!

 

تعليق عبر الفيس بوك