ما حِيْلَةُ العِلْمِ إِنْ ضاقتْ بِهِ الحِيَلُ

 

د. صالح الفهدي - سلطنة عمان
ما حِيْلَةُ العِلْمِ إِنْ ضاقتْ بِهِ الحِيَلُ/
وأوهنَتْهُ بما جاشتْ به العِللُ

تنطَّعَ الجهلُ :"إنَّ العلمَ ليسَ سِوى/
وُرَيْقَةٍ حِبْرُها بالماءِ يُغْتَسَلُ"

"وما انتهالكُمُ مِنْ كُلِّ معرفةٍ/
إلَّا كَحسناءَ لمْ تُزْهِرْ بها حُلَلُ"..!

وما دَرَى ذاكَ أنَّ العلمَ نُورُ هُدًى/
في جُهْمَةٍ بسديمِ الجهـلِ تنسدِلُ

أَعْلَتْهُ "اِقْرَأْ" عَنَانًا لا يطاوِلُهُ/
طَوْدٌ، وحُجَّتُهُ ما جاءتِ الرُّسلُ

قامتْ بِهِ أُمَمٌ في الأَرضِ، بَوَّأَها/
مَجْدًا، فَكلَّلَهَا (من تاجه العملُ)

شتَّانَ بينَ عليمٍ ليسَ يَقْصُرُهُ/
عنْ وازنِ الرَّأْيِ جَهْلٌ ليسَ يُحْتَمَلُ

أوِ الْجَهُولِ الذي قد باتَ يحكُمُهُ/
هواهُ أَنَّى أَراهُ الْخَبْلُ يَخْتَبِلُ..!

عِشْنَا نجاهدُ في نفسٍ لِنَرْدَعَهَا/
عَنْ لَوْثَةِ الزَّيْفِ مِمَّا يَثْلِمُ الخَلَلُ

بفضلِ علمٍ، ونَشْدُوا في محافلِهِ/
"العلمُ أَعظمُ ما يُرْجَى بِهِ الأملُ"

نحيا لِنُوْقِظَ فِينَا "أُمَّةً وَسَطَا"/
بنهضةِ العلمِ، لا ما تُجْرِسُ الحِلَلُ

حتَّى نرانا وقد باتتْ ضمائرُنا/
وقَّادةَ العزمِ، بالإشراقِ تشتغلُ

فَمَنْ أَتَى بخلافِ الرَّأْيِ  كانَ لهُ/
منَّا -بِقَدْرِ هواهُ- اللَّومُ والْعَذَلُ

"وما انتفاعُ أخي الدُّنيا بناظرهِ/
إذا استوتْ عِنْدَهُ "(١) الرَّمضاءُ والظُّلَلُ؟!

 

تعليق عبر الفيس بوك