قصه قصيره: الكابوس

نبيه شعبو - سوريا


شمّع خيوط السّهر بدخان سجائرهِ.... واستلقى على ضفاف  السهاد.... وذاكرة تنفلتُ  من مربطها لتركض  في سهوب  الخيال....صوب  شوقٍ لزوجتهِ ورضيعها...... بدأ يقرأ الأشياء من حولهِ وهو يتهادى في منحدرِ غفوته...... وإحساسهُ أنَّ سرباً من الخفافيش غلّت في سراديب الوقت  والذئاب تكدّس عواءها  على بوابةِ الغرفةِ.... بينما النافذة التي  اعتادت على ضبطه متلبساً في شيطنة العتمةِ... أخذ زجاجها يحدّق به بفجور  وهو يحاولُ الهروبَ بنظراتهِ التي انطفأت في مستنقع النوم عبر تجاعيد الرعب المنفلت من كابوسٍ تلبّسهُ.... في البدء صوتُ بكاء طفله يتعالى من تحت  ركام الجوع..... وزوجته تتلمّس صدرها ...لم تجد نهداً كي ترضع طفلها.... تبللت أصابعها باللبن  وهو يقطّرُ على حافةِ السرير..... تعالى صُراخها...نهضَ حاول أن يشعلَ ولاعةً في أكداس العتم  دون جدوى...لم يطاوعهُ الصراخ تلمّسَ وجههُ.... أحسَّ  أنهُ  بلا شفاه....وبدأت الخفافيش تلعق  قطرات  اللبن من قبضة السرير ....اتجه  صوب النافذةِ  التي عاندته وبقيت  موصدهً ضرب بقبضتهِ على الزجاج فتشظى وبدأ نزيف أصابعه.... سارعت الخفافيش بالهروب  من فجوة الزجاج المحطّم...وهوى العواء صدىً في أوديةِ الليل..... عندها تدحرجت  كرةٌ من ضوءٍ عبر هشيم النافذه ....وتكوّر نهداّ....وبدأ الطفل  يرتشف بنهمٍ ما تبقى  من قطرات اللبن..... نهض على عجلٍ وبدأ يتحسّس فمهُ.... أحسَّ بشفاههِ متيبسةً من جفاف  اللعاب.....اتجهَ نحو  النافذةِ  مطاطئ الرأس عسى أن تطاوعه وتفتح.

تعليق عبر الفيس بوك