صناعة المؤتمرات

 

سالم بن لبخيت محاد كشوب

تحظى السلطنة بمقومات عديدة وهامة تجعلها من الدول التي قد تكون رائدة في العديد من المجالات التي قد تشكل رافدا مهمًا للاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر دخل رئيسي في الموازنة العامة للدولة، وفي الحقيقة ما نراه في الفترة الأخيرة من حراك واهتمام فيما يتعلق بقطاع تنظيم الفعاليات والمؤتمرات يدفعنا إلى أهمية الاهتمام بهذا القطاع الذي نرى أنه قد يكون له دور ملموس وتكاملي مع قطاعات أخرى في زيادة العائد المادي المردود لاسيما وأن السلطنة وبحكم موقعها الجغرافي ودورها السلمي في مختلف القضايا وعلاقتها الجيدة مع مختلف دول العالم لابد لها من الاستفادة من تلك المقومات وغيرها في تعزيز في هذا القطاع الحيوي والهام ومحاولة رفع نسبة مساهمته في الاقتصاد الوطني.

ومما يعزز من تنامي هذا القطاع الواعد التميز الجغرافي لمحافظات السلطنة وإمكانية خلق صناعة حقيقية على مدار العام بالاستفادة من تلك المميزات وعدم اقتصارها على موسم معين مما يساهم في انتعاش الاقتصاد واستفادة القطاعات ذات العلاقة بقطاع الفعاليات والمؤتمرات .

 

وبالتالي نحتاج إلى تضافر جهود مختلف الجهات ذات العلاقة من أجل تعظيم الفائدة المرجوة ووضع التشريعات والأطر المناسبة وتوفير البنية التحتية التي تشجع وتسهل من الاستثمار في هذا القطاع الحيوي وكذلك أهمية تنمية وتطوير العنصر البشري الوطني المتخصص وخلق جيل قادر على تطوير هذه الصناعة وأيضًا الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة والرائدة وإيجاد قنوات تواصل مع المنظمات الرائدة في هذا المجال والاستفادة من الخبرات التي تتمتع بها .

مما لاشك فيه أن وزارة السياحة وكذلك سفارات السلطنة يقع عليها دور كبير في الترويج ومحاولة استقطاب المزيد من الفعاليات سواء العامة أو المتخصصة وإبراز مكانة السلطنة السياحية واهتمامها بهذا القطاع الذي أصبح حالياً من القطاعات التي تركز عليها الكثير من الدول التي ربما تفتقد لجزء كبير من المقومات التي ولله الحمد تتمتع بها السلطنة وتجعلها عوامل جذب أكثر للمهمتين بهذا القطاع من خارج السلطنة .

 

 

 

 

 

 

كذلك يقع على القائمين على مركز عمان الدولي للمؤتمرات والفعاليات دور كبير في الترويج للمركز والمميزات التي يتمتع بها وجذب المزيد من المهتمين بهذا القطاع ومحاولة إيجاد اتفاقيات مع الجهات العالمية المتخصصة في هذا المجال وجذب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع وبالتالي تعزيز مكانة هذا المركز على المستوى الإقليمي والعالمي.

ختاماً يشكل قطاع صناعة الفعاليات والمؤتمرات عنصرا مهما وفعالا في الاقتصاد ونطمح أن يكون له دور ملموس في القريب العاجل سواء من ناحية توفير مزيد من فرص العمل ودعم القطاعات المرتبطة به كالقطاع السياحي كالفنادق ووكالات السفر والسياحة والمواصلات والمطاعم والتسوق وغيرها من المجالات التي سوف تنتعش في حال زاد الاهتمام بهذا القطاع ويكون له مساهمة في القطاعات غير النفطية في الموازنة العامة للدولة وبالتالي أهمية أن تكون القوانين الرقابية والتشريعية محفزة للاستثمار في هذا القطاع مع تواجد الرقابة وضبط الجودة التي تساهم في الاستغلال الأمثل للموارد وتحسين الإنتاجية وخفض التكاليف وبالتالي تعزيز القدرة على المنافسة في هذا القطاع الحيوي والهام .

 

 

تعليق عبر الفيس بوك