صرخة مكتومة


كوثر عقباني - سوريا


صرخة مكتومة..
وعيون ترنو للصباح..
الليل ثقيل الخطى..
والعتمة..غواية..!
لا ضوء يرسم ملامح الطريق..
والريح تشهق.. ويل لمن شرب رذاذ روحي..
وأضرم في ذيلي جمرات النار غدرا..
الصبر ملح يكوي  آهات الحريق..
وقد فات أوان اللثم ببلسمة الوعد رجاء..
حين خان الذئب يوسف..
وسمع البئر أنين البراءة منتحبا..
صرخة مكتومة..
هكذا قالت الحرب..
حين مزقت أثواب الحنين..
لتبتلع الأمهات مرار الفقد وجعا..
وترسم صور قلوبها ال تقطر دما على مفارق الزمن..
والزمن.. انشطار الروح لنصفين..
نصف منسية في محطات السفر انتظارا..
تلملم بقايا اللهفة كل صفير..
و تلوح بمناديل أثقلتها الدموع وجعا..
تقبل صقيع الغربة.. وترجوها الثبات..
ونصف تنزف موتا.. على شاهدة قبر لاتحمل اسما..
تتوالى عليها الحكايا.. وأحاديث العتاب..
يتوالى صوت العويل تارة.. وتارة صوت الرجاء..
، "كافي ضجة جنب رأس أبوكم خلوه يرتاح تعبان من الشغل"،
هكذا أنهت الحرب حديثها الماجن..
سأرفع نخب موتاكم.. ونخبكم أحياء..
فأنصتوا إن كنتم تعلمون..

 

تعليق عبر الفيس بوك