عطيات الأبنودي تلتقي زوجها في العالم الآخر


القاهرة: حسين أحمد


فكَّت قيود جسمها لتلتقي المخرجة عطيات الأبنودي زوجها في العالم الآخر، مساء اليوم الجمعة لتودّع صاحبة أحسن فيلم إنساني الحياة الفانية، إلى آخرة الخلود الأبديّ. ليلتها كتبت أسماء يحيى الطاهر عبدالله، ابنتها بالتبني، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي:" ماما فكّت قيود جسمها اللي حاصرها وروحها راحت لربنا.. ادعو لها بالرحمة والمغفرة".
وقال الناقد محمد الروبي، رئيس تحرير مجلة مسرحنا،" عطيات الأبنودي ..سينما الناس اللى تحت "... كان ذلك هو عنوان مقال طويل لى عنها كتبته عام ١٩٩٥ .. لم أكن أعرفها معرفة شخصية .. وكان هذا المقال سببا فى أن تبحث عن صاحبه لتصير بيننا بعده صداقة طويلة .. مع السلامة يا عطيات .. أنت الآن فى مكان أفضل وأعظم .. لا تنسينى حتى ألقاك" .
وكانت الفنانة الراحلة مخرجة وكاتبة ومنتجة وممثلة مصرية، واسمها بالكامل عطيات عوض محمود خليل، ولدت 1939 بإحدى قرى دلتا النيل، ودرست القانون بكلية حقوق القاهرة، وحصلت على الليسانس 1963، ثم درست  بالمعهد العالي للسينما وتخرجت عام 1972، كما حصلت على زمالة مدرسة السينما والتليفزيون الدولية من بريطانيا عام 1976، وأصبحت من أبرز الأسماء في صناعة الأفلام التسجيلية بمصر، ما دعاها لتأسيس شركة إنتاج" أبنود فيلم"، وكانت في كل أفلامها تهتم برصد الحياة الاجتماعية اليومية للشرائح الكادحة.
وقال الأستاذ أنور فتح لباب، أحد الذين عملوا مع الفنانة الراحلة بالفيلم التسجيلي(اللي باع واللي اشترى):" رحلت عطيات الأبنودي الفنانة والإنسانة التي أخلصت للسينما التسجيلية وشقت حياتها العملية والفنية والدراسية بجهدها وشقاها.. رحلت صاحبة (حصان الطين والساندويتش وأغنية توحه الحزينه وإيقاع الحياة وايام الديمقراطية).
وتابع فتح الباب:"عرفت الراحلة عطيات الأبنودي سنة ١٩٨٩ عندما تولت وكالة قصر ثقافة السويس واستهلت عملها بعقد مؤتمر للمثقفين لطرح رؤية للعمل الثقافي لكن الأجهزة لم تطق معها صبرا فاستبعدت بعدها بأسابيع. كنت أيامها قد فصلت من تليفزيون القناة لنفس الأسباب فضمتني لفريق عمل اللي باع واللي اشتري.. عملت معها فترة قصيرة عرفت منها خبرتها ومعاناتها من أجل الدراسة في الخارج، وكم ذكرت فضل المناضل الشيوعي طاهر عبد الحكيم ودعمه لها وكذلك خليل كلفت.
وأكمل مخاطبا الفنانة الراحلة:" ستظل أعمالك وإخلاصك ذكرى لكل محبي الفن السابع والوطن .. خالص التعازي للابنة أسماء يحيى الطاهر عبدالله".
ومن أهم أفلام الفنانة الراحلة:" صنع في مصر، وإثيوبيا بعيون مصرية، ونساء مسؤولات، وتوشكى، وحديث الغرفة 8، ويوميات في المنفى،  كما عملت مساعد مخرح بمسرحية الفرافير".
وكان مهرجان أسوان لأفلام المرأة كرّم عطيات الأبنودي في حفل الختام يوم 26 يناير الماضي2018 وسط حضور جماهيري كبير، كما كرمها مهرجان أفلام المرأة الذي تنظمه مؤسسة تنمية الوسائل السمعية والبصرية "كادر" في الدورة الأولى من المهرجان باعتبارها واحدة من أهم مخرجات السينما التسجيلية في مصر، وعرض لها، في ثاني أيام المهرجانت فيلم "ساندويتش" إنتاج عام 1975، وفيلم "الأحلام الممكنة" إنتاج عام 1982 وكان فيلم "الأحلام الممكنة" حصل علي جائزة مهرجان مانهايم الممنوحة من وزارة التربية والتعليم الألمانية كأحسن فيلم إنساني تعليمي عام 1984، يدور حول فلاحة مصرية تعيش في إحدى قرى محافظة السويس عايشت أحداث الوطن أثناء الحرب وهاجرت، ثم عادت للسويس بعد حرب 1973 ، وتتحدث في الفيلم عن تجربتها منذ أن تزوجت ابن عمها وعمرها 14 سنة وعن أحلامها في تعليم أولادها وبناتها.
وأخرجت الفنانة الراحلة واحدا من أهم الأفلام التسجيلية أثناء دراستها بمعهد السينما عام 1971 ، وهو فيلم "حصاد الطين" الذي حصل على العديد من الجوائز في مهرجانات دولية للأفلام القصيرة في تونس وفرنسا ودمشق وألمانيا.
وكانت الفنانة الراحلة قد تزوجت من الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى، واحتفظت، بحكم زواجها، بالكثير من أسرار الخال، وعاشت معه فترات مهمة في حياته، ومن أهمها فترة اعتقاله في الستينيات.

 

تعليق عبر الفيس بوك