عيناك


ديما ناصر – سوريا


هذي الجّراح
غماماتٌ تجمّعها رياحٌ
ما إن تمرّ
تعود
إلى أين أذهب ؟
ما معنى أن أصير ألف قصيدة
و عيناك غائبتان ؟
أطوّع الحروف كالصلصال
أمدّ الحاء حتّى انحناءة الخصر
أقطر الباء عطراً يضوّع النهد
أخيط الفراغ بإبر الغياب
أقرّب المسافة
و بين الهاوية و الهاوية
تفوح القصيدة
 سوسنة .
هي  أنا بين يديك
تصيرني  قامة الشّمس
انسلّ في  سمرة ساعديك
هي انا
نايات القصب
زبد المراكب تنوء بها العواصف
نجمة علّقتها أصابع الحكاية و لمّا تنطفئ
لو عددت ألفاً
هي انا
عيناك
كم كانتا مدهشتين  
حتّى مع جفنين عصيين
على القطر رغم الغياب
مع نظرات اشبه
بريح
شرّعت هسهسة
 الوداع
أنتشت ين العتبة و العتبة
بين يدينا
جسدينا
بين لهاث اللهفة
عشباً جليدياً
جداراً من وقت مكسور
لا يقطر اّلّا الليل

هناك
لم أعانق جسدك
عانقت عويل الريح
 بوح الماء
 هذيانات شراعات تلوّح لمدى
مكسور في كأس نبيذ
عانقت الامس
يلملم قهقهات الصدى في فراغاته
عانقت شجرة الوقت
و ظلها
استنشقتها
هناك في عينيك
عانقت الطفلة التي كنت
و مضيت

 

تعليق عبر الفيس بوك