ليس أكثر من فريسة


أسامة حداد – شاعر وناقد مصري

يوجد طفل يحاول
اصطياد القمر في علبة،
ويرسل طائرته الورقية
إلى سحب صغيرة
تضحك من سذاجته
.....
قلت للعرافة:
ماذا سأحلم الليلة؟
الإجابة واضحة
والأشجار ليست مخيفة
في الظلام
التماثيل أشباح وديعة للقتلة...
***
لسنا عدوين،
بيننا الكثير من التشابه،
ونعيش معا
حياة عادية للغاية،
لا يسودها سوى ارتياب متبادل
أمام مرآة تباغتنا بانغلاقها
***
تترك الطيور ريشها
لوسادة في فيلم لعبد الحليم،
وتستخدم الشجرة أوراقها
في كتابة رسائل إلى غائبين،
الطوار يستخدم سياجه
لتحديد المسافة بين شخص
وظله،
هناك ما يحدث بالفعل
***
رقصة الحوائط على موسيقي الجاز
لم تكن جيدة
وتحليق الشرفات لمحاكاة طائرات الأباتشي يثير الضحك
والرصيف يجلس منكمشا
بانتظار أصحاب القلوب الرحيمة
***
كشفت التحاليل عن إصابة قطار
بسرطان الرئة
هو الذي لم يتوقف عن التدخين
 منذ سنوات ويطارد سائقيه
وينتظر راكبا يعد حقائبه
***
أعدَّ عشرات الفخاخ،
جهز شباك الصيد
تربص ببندقيته
دون أن يدرك
أنه ليس أكثر من فريسة.
***
كيف تعود البيوت
طميا وحجارة،
والمقاعد الخشبية إلى شجر؟
ومن يمسك المشانق للتماثيل؟
***
في البطولة الأخيرة للشطرنج
وقع الملكان معاهدة صلح،
وقدما اللاعبين إلى المحاكمة،
مع تصفيق حاد للمتفرجين.
الشوارع ليست بريئة،
الطرق ملوثة،
البيوت متورطة،
وقدماه تتشاركان المؤامرة...
***
لم يقل أي شيء،
لم يصافح أحدا،
اكتفى بابتسامة للجميع،
ومضى
حاملا ظله الثقيل على كتفه.

 

تعليق عبر الفيس بوك