حديقة الأسرار


أحمد  الحجام - مكناس - المغرب


و كأننا افترقنا منذ الأزل
تسألني متى سنعود
و ما مر يوم و يداي لا تحاولان
ترويض العواصف في دمها
فكيف  تستقيم  العودة  
ونحن ما زلنا  مقيمين في الوضع الأول
تارة  كزهرة اللوتس في مهب الريح نشتعل
نارا على صفحة الماء
وأخرى نحاكي عناق التوأمين

تسألني متى  سينسحق  بيننا  الزمن
رجوعا إلى نقطة الصفر
لتولد النجوم من غبار الأفول
تسالني و مازالت تذكر
هي التي شيدت  لي سماء
بأني لم أكن لأعرف الفرق
بين نهديها و كوكبين
لولا   أن زهرتين  تحرسان ربوتيها
بكامل النباهة

تسألني و تلج في السؤال
متى ستعود الفراشات الحمر مرفرفة
حول تويجها من جديد
لأن البتلات  الناتئات منذ  عصف مضى
لم تختبرها  بعدي  شفتان

تسألني متى سنعود
و كأنا افترقنا ذات يوم مطير
في ملتقى الطرقات
و مزقتنا رياح الموعد  الأخير
بيد أني لم  أبرح مكاني الأول
فأنا ما زلت على العهد مقيما
في  حدائقها  المعلقة
أزرع تحت جلدها
و بكلتي  يدي  أحواض الجلنار
أو كمجرى النهر
أنحت بين روابيها  أسطورة الخلق
و أنقش اللغز  العميق

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك