ما هو الفرق بين المراة والرجل اجتماعيا ؟


عمر قاسم - العراق


وقالَ لِلمَرأةِ (16):«أزيدُ تعَبَكِ حينَ تَحبَلينَ، وبالأوجاعِ تَلِدينَ البَنينَ. إلى زَوجِكِ يكونُ اشتياقُكِ، وهوَ علَيكِ يسودُ»، (17) وقالَ لآدمَ: «لأنَّكَ سَمِعتَ كلامَ امْرأتِكَ، فأكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الّتي أوصَيتُكَ أنْ لا تأكُلَ مِنها تكونُ الأرضُ مَلعونَةً بِسبَبِكَ. بِكَدِّكَ تأكُلُ طَعامَكَ مِنها طولَ أيّامِ حياتِكَ. (18) شَوكا وعَوسجا تنبِتُ لكَ، ومِنْ عُشْبِ الحقلِ تقتاتُ‌. (19) بِــعَرَقِ جبـينِكَ تأكُلُ خُبزَكَ حتّى تَعودَ إلى الأرضِ لأنَّكَ مِنها أُخِذْتَ. فأنتَ تُرابٌ، وإلى التُّرابِ تعُودُ».هذا الكلام نقلته من التوراة من سفر التكوين 3.
هذا الكلام يلخص حياة الرجل والمراة حتى عصرنا الحالي فالحياة كانت شقاءا مُرا للطرفين وكان الرجل يستدرج المرأة للزواج عبر الغزل والوعود.
اليوم المراة تركت البيت وخرجت للعمل الذي لم يعد في أغلبه عمل ذراع بل أصبح عقل ومهارات لا تتطلب بنية قوية مثل الرجل وأصبح للمرأة دخل ثابت وقيمة أعلى لدى أهلها ولن تعد عالة عليهم وأصبح الزواج وسيلة لا غاية للبنت وكثيرات يرفضن زوجا لا يحقق رغباتهن أو يفترقن عنه إن كان لا يرضي طموحاتهن.
اليوم أصبحت المطابخ مهجورة تقريبا وإنجاب الأطفال مقتصرا على طفل أو 2 بدلا من 10 كما كان جيل الأجداد وأصبحت المرأة أكثر ثقة بنفسها تتدخل بالسياسة وتؤسس الشركات والأعمال وتقود المظاهرات، بالطبع كلامي هذا يخصُّ المجتمعات الغربية والطبقة الاجتماعية العليا في دولنا العربية ولكنه عاجلا أم آجلا سيشمل كل مجتمعنا شئنا أم أبينا. أمثالي لا زالوا يشتاقون للزمن الجميل وقيمه والبعض يستخدم العنف والتحسر على ما مضى؛ لكن السهم قد انطلق ولن يعود لكنانته أبدا.
علاقات اليوم انقلبت تماما والزواج أصبح معركة والرومانسية تقلصت لمرحلة الخطوبة فقط لتبدأ بعدها معارك المصير بين رجل يريد زوجة تقلد أمه وامراة تريد زوجا أشبه بالحبيب الولهان أكثر منه سيد المنزل.
اليوم اختفى الغزل تقريبا بشكله القديم والشعر الذي يلقى رواجا فيه معاني لا أحبها ولا أتقبلها
الكثير من الشاعرات اللواتي أقرا لهن يتكلمن كلاما عن حب لا أحسبه موجها لرجل حقيقي؛ بل لشخص وهمي.. اليوم مطالبة الرجل للمراة أن تعود للبيت وأن تكون جارية مطيعة له فشلت تماما ولا محل لها من الإعراب. والرجل بدوره من الصعب أن يكون عاشقا ولهانا ومحبا مخلصا مضحيا لامراة تجعل من نفسها شريكا له في كل شيء ولا تقبل له رأيا اساسا بدون أن تكون لها الكلمة الفصل. المحتمع تغير تماما ونحن على أعتاب مجتمع جديد ذي قيم مختلفة تتفق مع المعطيات التعليمية والثقافية والاقتصادية الجديدة.
الرجال أمثالي من الجيل القديم سنكتفي بالتفرج على ماض يتحطم أمامنا ومستقبل يتشكل من جديد.. بالطبع الضحايا كثيرون جدا كما في تغيير اجتماعي أو سياسي لكن الجيل الجديد ستكون له قيمه الجديدة.. المراة العاطفية التي تهزها كلمة حب وتفرح لرؤية وردة أصبحت كنزا من الماضي.

 

تعليق عبر الفيس بوك