لتربة معجونة بالقُبل!!...


د. ريم سليمان الخش - باريس


قد صحتُ بالريح كي تنأى على عجلِ:
(سأزرع الأرضَ آلافا من القُبَلِ)
//
يشتاقني الطين أسري في تنهده
يشتاقني العشب والأزهارُ تهتفُ لي !!
//
كأن للريح آذانا مشنفة
حتى توارت وجنحُ الليل لم يصلِ!!
//
كان الغروب بهدبِ الشمس منبسطا
وهدأة الكون قد مالت إلى الكسلِ
//
وكان لليل درويشٌ يسامره
ليسطع البدرُ مشتاقا لمبتهلِ
//
يدور كالنجم حول الفلك يُقرئه
تعويذة العشق يُمليها بلا كللِ
//
وشهقة الكون كانت باب معبده
مذْ زاره الثغر يتلو سورة الغزلِ
//
القبلة البكر حارت أين أزرعها؟
فأوعز النهر أن تُلقى على المقلِ)
//
وتعبر الجسر ثمّ النحل يلحقها
بين العرائش لثما غير منفصلِ
//
في رعشة البرق فلّت قبلةٌ طبعت
عنق السنابل إذْ بانت بلا عملِ
//
ليجمع النمل شيئا من حلاوتها
ويخزن القمح مثمولا من العسلِ
//
قد كان للنمل قديسٌ وهدهده
يبارك الوصلَ مذبوحا بلا وجلِ
//
وكان يحمل في المنقار خاتمه
ليحفظ العشق محفورا على الأزلِ
//
منابع الأرض قد فاضت بلذّته
فاخضوضر العشب ملقيا على البللِ
//
وقنفذ الأرض مأخوذا بحيرته:
(أيقرأ الشوك نزف الشمع في الشُعلِ)؟
//
فالشمع ينزف مشتاقا بدمع جوى
ويبذل الروح منثالا على عجلِ
//
في الدمع يخزن نبض العاشقين وما
يُحّرقُ الشمع إلا الوجد في الرجل!
//
قيثارة الليل قد راحت تدندنه
كي يفتح الفجر شباكا بلا مللِ
//
ليعزفوا الوقت لحنا من عذوبته
يخالط الطين رقص الروح بالمقلِ
//
حتى استفاقت شحارير الكروم على
ثغرٌ يهسهس بين التل والجبلِ
//
تعرّق الطقس مرتاحا وقد شربت
منابت الزرع آلافا من القبلِ

 

تعليق عبر الفيس بوك