مديح الشرفات


عبد الله الجيزاني | لندن


هذا المدى
المحبوكة خطوطهُ
 بإتقان
إستبدت به
رؤى كالحة
تعمق الجراح
 النازفة
وتلوك اسرار
اليقظة بحذر
الجديد عندكَ
القول بما يدّعون
الليل يفترس الضنون
ويهيل عليكَ
ببذخ متعالي
جزرٌ من الزهور
نسائمهُ
تغمر المتلقي
وتعلو  البهجة
إسيجة حدائق الواله
ناثرة عطر الحياة
الفواح
حدائقه غناء
 تأسر الروح
وتحرس الفضاء كلهُ
ملؤها آهات الانتظار
 رغم الإفتتان الممزوج
بماء الصبر
وسعة الوقار
سرحت مخيلتي  
لتشكل صورة الماضي
فكانت هي الأروع
نيرة الإوصاف
إلا أن ساعتكِ الرمادية
تبقى تعمل بإنتظام
وهي تلفظ
انفاس الوقت
تأخذ مني فرصة النوم
حتى وإن استئذنتها
 البقاء
عبر عصور الشتات
اللا جدوى
التي وضعتني بها
تفسد نهاري
 تحاصرني بالتحدي
تذعن أيامي لها
وإذعن بقوة
لجبروت مفردات
 القلب وتجلياته
المدى يصبح
رواقٌ من ذهب
تسير به خطى ألفناها
 تنامت هواجسي
وضمني الصمت
وأنا ارعى بعض ما عندنا
المدى يحاصرنا
ساعتكِ الرمادية لا تخطئ
إلا إن للإزمنة قياساتها
 ولنا قياسات الورد
 الغافي على الشرفات
 أهٍ من مديح
الشرفات
باريس ١٦، ٩ . ٢٠١٨  /  عبدالله الجيزاني

 

تعليق عبر الفيس بوك