أرى عِذقا به تدنو الثمار


أحمد بن هلال العبري – سلطنة عمان


إلى روح الشيخ سليمان باشا الباروني رحمه الله، الذي أسس مدرسة الباروني في وسمائل  وروح الشيخ سليمان بن ناصر اللمكي رحمه الله الذي موّل بناء المدرسة بعدة آلاف كان يرسلها من زنجبار كما تشير الوثائق وإلى من سار على نهجهما.. أهدي هذه القصيدة بمناسبة الندوة التاريخية منمسقط إلى زنجبار

طِوالُ قصائدِ الذكرى قِصارُ
فزيديني جوىً يا زنجبارُ
//
وحبلُ العشقِ متصلٌ، وإني
أرى عِذقا به تدنو الثمار
//
وهل قلبٌ يعيش بلا وريدٍ
وشريانٍ، وبينهما انهمار
//
سأترك عِشقَ بحّار لنجمٍ
يقودُ إليكِ، والسُررُ البحار
//
وأهجرُ فيكِ أعلاما وصرحا
وكم ما بيننا طالَ الحوار
//
ولا أذنٌ لديَّ لحرفِ ضادٍ
له في كلِّ مفردةٍ بِذار
//
أصيخ إلى الصحائفِ حين تروي
وثائقُها، فينكشفُ الستار
//
أرى اللمكيَّ مدَّ لكفِّ باشا
مديدَ أخٍ شواطئه اليسار
//
وريدُ محبةٍ لبناءِ مجدٍ
وشريانٌ به تحيا الديار
//
حصادُ قرنفلٍ يأتي شعاعا
إلهياً ، فيكتملُ العمار
//
هنا بسمائلَ الفيحاءِ يعلو
بناءٌ منه ينبلجُ النهار
//
هنا بعمانَ يا لمكيُّ نهرٌ
على وطني سواقيه غِزار
//
 فيرسل نحوه اللمكيُّ مَدَّا
ويبرقُه إذا طال انتظار
//
هنا الليبيْ  يُعمِّرُ صرحَ مجدٍ
كؤوسُ علومِه فينا تُدار
//
هنا الليبيُّ.. وانكسفت شموسٌ
ودارَ بعكسِ ما نرجو المدار
//
مدارٌ نحن أجريناه دهرا
ففيه لكل ذي عينٍ منار
//
وإنا والوفاءُ على رهانٍ
بمن وفّى لنا حُقَّ الفخار
//
هنا فلجٌ عمانيٌ لبِرٍ
يزيدُ به على البَرِّ اخضرار
//
لِخُضرتِه سأختصرُ القوافي
وعند المدحِ يحلو الاختصار
//
لِخُضرتِه سُموطٌ لا توفِّي
ففي الميدانِ ينهمرُ النثار
//
عقودُ سمائلَ الخيرات تهدي ضياءً
 كم يطيبُ به المزار
//
رواحيُّ العزيمةِ في اتكالٍ
على المولى، ويرفده الخيار
//
وفي نورِ استقامتنا ضياءٌ
به في كلِّ ساريةٍ منار
//
فقُم يا أيها اللمكيُّ وانظرْ
لنهجٍ فيه تتحدُ الديار
//
عمانيونَ من ألفيِّ عامٍ
بنا يحلو التمازجُ والجوار
//
عمانيون.. والذكرى سماءٌ
وكل قصائدِ الذكرى قصار
.......................
منظم الندوة : الجمعية العمانية للكتاب والأدباء
* وثائق مراسلات تتعلق ببناء مدرسة الباروني في سمائل وسيرة الشيخ سليمان اللمكي تجدونها في كتاب ( زنجبار شخصيات وأحداث) لمؤلفة ناصر الريامي
* في الأبيات الأخيرة إشارة إلى جهود العمانيين الحالية من خلال جمعية الاستقامة وأكاديمية سمائل لتعليم القرآن واللغة العربية

 

تعليق عبر الفيس بوك