شفـــاه من نبيذ


أبو زيد إسماعيل | مصر


هناك أمور لا توزن بميزان الحب والكره- يا صديقتي - بل تحكمها ضرورات المصلحة، والمصلحة- الآن - تقتضي أن أجلس مع ذلك الأرعن على مائدة واحدة لنواجه عدونا المشترك الذي يوشك أن يفتك بنا جميعا إن لم نقف في وجهه، وربما بعد انتهاء المعركة نعود خصمين كما كنا- قبلا-،
....
هل تذكرين حين سألتكِ ذات نقاش
هل يموت الحب؟
قلت ِ" كلّ شيء هالك إلا وجهه"
... أنا أؤمن أن لا شيء يدوم أو يبقى كما هو،
،،
أصدقاءُ  - أمسِ - أعداء اليوم، وأعداء- أمس- حلفاء اليوم
أصلا- أمس واليوم كلاهما يغدر بصاحبه بعد أن ولدا من أسبوع واحد،
ليتني ما زلت في قريتي
أرْتَعِي  وألعب ولم تحولني الحياة مسخًا مشوهَ  الفكر والقلب والضمير  
أجري خلف أمور ما كنت أحسب لها حسابا -وقتئذٍ-
هل تعلمين أني فكرت – كثيرا -
أن أترك المعركة تلك التي أشعر وكأنني فيها مقاتل مستأجر
وأذهب حين لا يراني أحد،
لكن  أخشى أن تتهمني ياسمين بالجبن والهروب،
الحقَّ أقول: إنني أحبها كثيرا، كحبي لك أو أشد حبا
فكلتاكما  تغسلني من ألمي،
وتطهرني من قلقي الذي يلتهم كل شيء
حتى نفسه......
لكني مثلي يخاف من الحب ويشقى حين لا يحب،
لماذا أنت بعيدة عني؟!
ألم تعديني أن تقضي الليل كله  معي؟!
فنحظى ببعض المتعة؟!
اقتربي  قليلا
فما أوحش الليل من دونك،
تبا ما هذا النعاس الذي احتل رأسي حتى كانها توشك أن تسقط،
هل ثملتُ؟
أجيبي أيتها الحمقاء
أتذكر أن لدي – غدا - عملا شاقا
لم هذا الصمت المستبد،:
أليس في بطنك ما يسعدني؟
ولا في شفاهك ما يدعو إلى اللثم؟
... ما هذا التثاؤب اللعين؟
يبدو أنني  أفرغت كل ما بها من نبيذ
تبا لك أيتها الزجاجة الحمقاء
.. تبا للنوم الذي يزملني فتختنق أضلاعي.

 

تعليق عبر الفيس بوك