بلادُ الحُزنِ


وسام عبد الحق العاني | شاعر عراقي مقيم بمسقط

لكَ في بلادِ الحزنِ رقمٌ خاسرُ
فإلى متى بالذكرياتِ تُقامرُ
 //
يمشي الحنينُ على ضلوعِكَ مُترفاً
وجياعُ شوقكَ للعراقِ تُعافرُ
 //
لمْلِمْ دموعَكَ منْ دروبِ ضياعِها
وطنُ المواجعِ من دموعِكِ ساخرُ
 //
في مسرحِ الأحداثِ ظِلُّكَ جامدٌ
لا تقترفْ صوتاً فدورُكَ عابرُ
 //
الخوفُ ينمو في حقولِ ضميرِنا
وخريفُهُ فوقَ المواسمِ ظاهرُ
 //
وبنادقٌ رعناءُ تزرعُ عُمْرَنا
خوفاً وتحصدُ ما تشاءُ مقابرُ
 //
مَلَأُوا شرايينَ العراقِ سلاسلاً
ونَمتْ لها فوقَ الشفاهِ أظافر
 //
ودَمُ الضَحايا في المواجعِ أعزلٌ
ألْقتْ على فمِهِ السكوتَ خناجرُ
//
لا تمشي في ظلِّ السؤالِ فرُبّما
دارتْ على فَيءِ الجوابِ دوائرُ
 //
قَلَمُ الحقيقةِ مؤمنٌ لكنّهُ
في عُرفِ أصنامِ القبيلةِ كافرُ
//
ماذا ستكتبُ والحروفُ جريحةٌ
وتنكّرتْ لِدَمِ الحروفِ دفاترُ
 //
ماذا ستبتكرُ القصائدُ عندما
روحُ الحياةِ مِنَ الكلامِ تُغادرُ
//
تتطايرُ الأوراقُ حولكَ يا فتى
والريحُ عاليةٌ وحبرُكَ خائرُ
 //
وفراشةُ المعنى تيبَّسَ كحلُها
لا حرفَ يسرجُ خيلَهَ ويُغامرُ
//
يا أيُّها المَنْسيُّ تحتَ رمادِهِ
للجمرِ في عُرفِ المواقدِ آخِرُ
 //
ما بالُ حزنِكَ وهْوَ يفرشُ ظلَّهُ
ينسى بأنَّكَ في النهايةِ شاعرُ

 

تعليق عبر الفيس بوك