أفـرُّ قبل انطفائك

أماني الوزير - جدة


سأكسر الليل في زاويتي
أحوله إلى شظايا
بينما أصنع من نجماته مرايا تنخر رؤية العمتة من عنقها المظلم
أفتعل الفوضى وأصمت تماما حد حبس زفيري في رئتي
أركض مندفعة باتجاهك قابضة على عنقك مدعية لا مبالاتي بخنقك
أتحسس كريات العرق المتساقط من جبينك
لم يكن عرقك خوفا بل كان شفقة
أنت أيضا مثير للشفقة
من شقوق جسدك الخشن الذي تنزوي في عتمته ثعابين رغبتك الشرسة
حين ينتصب  جسدك
أدفعك على الأرض فتتمدد قامتك
تفترش كل القلق أسفل مؤخرتك.
أعتليك بهدوء بعد صخب الزحف نحوك كأفعى
 تنتوي دس سم في زاوية شهية بعنقك
أسكب كل حنيني فوق جسدك
قبل أن يتحجر جسدي لبرهة وتعود ليونته فجأة تجتاحك بقلق
أعقد قران أصابعي على باطن كفك
 وأنا أقرأ ملامح وجهك قبل أن أتقيأ كل ذكريات عهدي بك
أدس أسفل خاصرتي في أسفل خاصرتك
ليس لرغبة ولا نشوة ولا لنزوة ولا لشيئ على الإطلاق
أدسه لهفة لشعور كدت أنساه وأنا أطلق عشقك في سهام حزني
لحظة استجداء النشوة في أوردة شغفك وأنت تلهث دون جدوى
أفر قبل انطفائك
مصلوبة على ساقي الهشة بصمود بسكويتي قلق من التكسر فجأة
وأنت في مرقدك لم تحرك ساكنا ... تقرأ بصمت مهيب ثأر أنثى
ألفظ اسمك في ليلة معتمة
أدندنه وأنا خالية تماما من الشغف والموسيقى
فيرد الصدى أبعد مما كان
وأوجع من ذنب مرعب
أخلع عباءة الضعف عن جسدي
أقف عارية إلا منك وحدها نظراتك تتسلق أسوار أنوثتي
أتحرك ببطئ مهيب نحو شرفة بلا أبواب
 أشرب من نسيم الفجر ملء رئتي
وذاك الصوت يردد في أذني
 احذري الخوف ثم الخوف ثم الخوف وحلقي
فألتفت لك ضاحكة ... فيرد الصدى نحيب حزنك الهمجي
وقبل أن تنطق أخر كلمات الـ "أحبك"
أقترب وأنا أغرز أظافر الثأر في صدرك
أفتعل نظرة باردة تطفئ نيران الحزن المتسلل إلى قلبي
حتى أقتلع قلبك
أطعمه للحنين في ليالي البرد
أتركك جثة فارغة إلا من أثري
وأغوص في أعماق العتمة كظل لن يعثر عليه أحد.

تعليق عبر الفيس بوك