عادل سعد يوسف | السودان

مِثْلُ رَجُلٍ
فِي سَاحَةِ مُعَدَّةٍ لِجَلْسَةِ الاعْتِرَافِ
يَقِفُ أيَّامَاً
يَقِفُ فِي دَائِرَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الرِّجَالِ
الرِّجَالِ الَّذِينَ يَتْلُونَ صُحُفَاً مِنَ الأشْيَاءِ الْجَيِّدَةِ
الأشْيَاءِ الَّتِي فَعَلَهَا فِي حَيَاتِهِ
بِانْفِعَالاتٍ صَادِقَةٍ
بِطَقْسٍ مَشْحُونٍ
بِالْبُكَاءِ
أنَا مِثْلُهُ
أَقِفُ فِي هَذِه الدَّائِرَةِ الْمُشِّعَةِ بِفُدُسِيَّةِ الأرْوَاحِ
كَمَلائِكَةٍ تَحْمِلُ أغْصَانَاً ضَوْئِيَّةً
أَقِفُ لأقولَ عَنِّي
كَلَّ الأشْيَاءِ الْجَيِّدَةِ الَّتِي فَعَلْتُهَا فِي حَيَاتِي
وَهِيَ كَثِيرَةٌ جِدَاً
لَكِنَّ أجْمَلَهَا
أنَّنِي أحَبَبْتُكَ أنْتِ
وأنَّنَا
أنَا وَ أنْتِ
تَسَلَّقْنَا ذَاتَ مَسَاءٍ ذَلِكَ الْجَبَلَ
الْجَبَلَ الَّذِي تأوِي إلَيْهِ حُجُولُ الصَّبَايَا
وَأنَّا
فِي ذَلِكَ الْمسَاءِ الرَّهِيفِ
أيْضَاَ
عَلى مَوَاقِدِ الْجَسَدِ
شَوَيْنَا أسْمَاكَاً مِنَ الرَّغْبَةِ الظَّامِئَةِ
وَأنَّا
فِي ذَلِكَ الْمسَاءِ
اسْتَعَرْنَا مِنَ الْقَمَرِ حَلِيبَاً لِلشِّيَاهِ الصَّغِيرَةِ
وَمِنَ الْغَابَةِ فَرَاشَةً  تَنَامُ
عَلَى قُبَلِ الْحَيَاة.ِ